قمر مضئ ، ولكن

فى ليلة من ليالى الشتاء الطويلة كنت اجلس وحدى لا اسمع شئ سوى صوت قطرات المطر التى تتساقط على الارض . خرجت فوجدت السكون هو ما يحيط بى . لا شئ حولى سوى هدوء وظلام وخطوط متعرجة رسمتها قطرات المطر على زجاج نافذتى . ولكن لمحت ضوء يأتى من السماء . لقد كان القمر مضيئا ومن حوله نجوم متناثرة تتلألأ. وقفت انظر اليه أٌحاكيه وظل هو الآخر يحدثنى بنوره الذى يخترق قلبى ، يقول لى انه بجانبى يضيئ لى ويشعر بما اعانيه . وكانت قطرات المطر لا تتوقف طوال حديثنا الطويل . ولكنى فى غمرة ذلك السكون شعرت به حزينا وحيدا ، لكن كيف يكون وحيدا وتلك النجوم ترقص من حوله !!!! ، كيف يشعر بالحزن وهو من ينشر هذا النور الذى يضئ الكون كله ، ويقتلع الظلام من القلوب ، ويهدى الى طريق الامل. وفجأة توقف المطر ورحل القمر بعيدا وظلت النجوم مبعثرة فى مكانها . فأدركت حينها ان تلك القطرات التى تتساقط على جبينى لم تكن سوى دموع ذلك القمر الحزين ............
ولوهلة أدركت وتعجبت من أٌناس ، تبعث الحب والدفء والطمأنينة بقلوب الآخرين وترسم خطوط الامل بداخل النفوس ، ولكن ملامحهم تاهت داخل معالم الوحدة.