elmotamez55
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

elmotamez55

مركز المتميز التعليمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
اخبارنا

سيتم بمشيئه الله افتتاح مركز المتميز التعليمي لجميع المراحل مع نخبه من افضل مدرسي المحافظه للحجز والاستعلام 01008328810-01097193003

المواضيع الأخيرة
» برنامج اصلاح الCDROOm/DVD
من هو الدكتور يوسف القرضاوي Emptyالسبت فبراير 08, 2014 4:21 am من طرف samo4454

» اعلان مركز المتميز التعليمي
من هو الدكتور يوسف القرضاوي Emptyالجمعة ديسمبر 13, 2013 12:59 pm من طرف Admin

» لأول مره علي اي منتدي
من هو الدكتور يوسف القرضاوي Emptyالسبت فبراير 09, 2013 12:02 am من طرف luckyomar22

» ya3ny eih montada???
من هو الدكتور يوسف القرضاوي Emptyالخميس نوفمبر 01, 2012 10:37 pm من طرف amr

» كل اضحى وانتو طيبين
من هو الدكتور يوسف القرضاوي Emptyالخميس نوفمبر 01, 2012 10:30 pm من طرف amr

» كورس بوربوينت 2007
من هو الدكتور يوسف القرضاوي Emptyالإثنين أكتوبر 29, 2012 11:27 am من طرف knight

» لقد خدعوا الشعب المصرى .. ابكى يامصر ابكر !!!
من هو الدكتور يوسف القرضاوي Emptyالإثنين أكتوبر 29, 2012 11:15 am من طرف knight

» توفير عماله مصرية سائقين طباخين نجارين عمال جميع التخصصات
من هو الدكتور يوسف القرضاوي Emptyالأحد أغسطس 12, 2012 3:24 pm من طرف nour2000

» كورس MOS 2007 عربى مجانى
من هو الدكتور يوسف القرضاوي Emptyالأحد يونيو 17, 2012 9:58 pm من طرف samehsaad

» امتحانات Icdl 2011
من هو الدكتور يوسف القرضاوي Emptyالخميس يناير 05, 2012 8:47 pm من طرف knight

facebook page
https://www.facebook.com/elmotamez55?ref=hl
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ashek el horrya
من هو الدكتور يوسف القرضاوي I_vote_rcapمن هو الدكتور يوسف القرضاوي I_voting_barمن هو الدكتور يوسف القرضاوي I_vote_lcap 
Admin
من هو الدكتور يوسف القرضاوي I_vote_rcapمن هو الدكتور يوسف القرضاوي I_voting_barمن هو الدكتور يوسف القرضاوي I_vote_lcap 
amr
من هو الدكتور يوسف القرضاوي I_vote_rcapمن هو الدكتور يوسف القرضاوي I_voting_barمن هو الدكتور يوسف القرضاوي I_vote_lcap 
knight
من هو الدكتور يوسف القرضاوي I_vote_rcapمن هو الدكتور يوسف القرضاوي I_voting_barمن هو الدكتور يوسف القرضاوي I_vote_lcap 
lost
من هو الدكتور يوسف القرضاوي I_vote_rcapمن هو الدكتور يوسف القرضاوي I_voting_barمن هو الدكتور يوسف القرضاوي I_vote_lcap 
Mahmoud Sayed
من هو الدكتور يوسف القرضاوي I_vote_rcapمن هو الدكتور يوسف القرضاوي I_voting_barمن هو الدكتور يوسف القرضاوي I_vote_lcap 
white
من هو الدكتور يوسف القرضاوي I_vote_rcapمن هو الدكتور يوسف القرضاوي I_voting_barمن هو الدكتور يوسف القرضاوي I_vote_lcap 
princess
من هو الدكتور يوسف القرضاوي I_vote_rcapمن هو الدكتور يوسف القرضاوي I_voting_barمن هو الدكتور يوسف القرضاوي I_vote_lcap 
MASRAWY
من هو الدكتور يوسف القرضاوي I_vote_rcapمن هو الدكتور يوسف القرضاوي I_voting_barمن هو الدكتور يوسف القرضاوي I_vote_lcap 
sweet as rose
من هو الدكتور يوسف القرضاوي I_vote_rcapمن هو الدكتور يوسف القرضاوي I_voting_barمن هو الدكتور يوسف القرضاوي I_vote_lcap 
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
الساعه
.

 

 من هو الدكتور يوسف القرضاوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ashek el horrya
مشرف
مشرف
ashek el horrya


ذكر عدد المساهمات : 1129
نقاط : 58008
تاريخ التسجيل : 15/12/2008
العمر : 35
بلدك : مصريه
الابراج : الدلو


من هو الدكتور يوسف القرضاوي Empty
مُساهمةموضوع: من هو الدكتور يوسف القرضاوي   من هو الدكتور يوسف القرضاوي Emptyالإثنين سبتمبر 28, 2009 12:10 am


القرضاوي والإخوان.. قراءة في جدلية الشيخ والحركة

بقلم - حسام تمام 08-07-2008

الشيخ يوسف القرضاوي الشيخ يوسف القرضاوي هو ابن خالص لحركة الإخوان المسلمين، فلم يعرف عنه انتماء حركي أو فكري لغير جماعة الإخوان ومدرستها، كما لم يعرف له خروج صريح منها أو عنها.
وقد عرف القرضاوي بحركة الإخوان ربما بالقدر الذي عرفت به، وارتبطا معا في كل مراحل العمر، كأنك تقرأ تاريخها حين تقرأ مذكراته التي صدرت في ثلاثة أجزاء حتى كتابة هذه السطور، وكأنه يكتب عن نفسه حين يؤرخ للجماعة في كتابه: الإخوان المسلمون سبعون عاما في الدعوة والتربية.


يقترب عمر القرضاوي من عمر الإخوان، حيث ولد في عام 1926 وتأسست الجماعة بعد ميلاده بعامين، وتاريخه في الدعوة يكاد يتطابق مع الفترة الأكثر بروزا في تاريخ دعوة الإخوان.

طالع :
- نموذج فريد بين الأزهريين والإخوان
- تعدد الوجوه والمواقع والأدوار
- خريطة أفكار وأنشطة متوازية مع الحركة
- علاقة فريدة مع التنظيم

نموذج فريد بين الأزهريين والإخوان


طالع:
- المفكر والتنظيم..علاقة متوترة
كان القرضاوي واحدا من أبناء جيل من الأزهرية الذين التحقوا بالجماعة، وتتلمذوا في مدرستها، ونشطوا في دعوتها، جيل ضم أشهر الأسماء في عالم الفقه والدعوة من أمثال الشيوخ: محمد الغزالي، وسيد سابق، ومتولي الشعراوي، وعبد المعز عبد الستار، وعبد الستار فتح الله سعيد، وعبد الرشيد صقر، وأحمد العسال، وعبد العظيم الديب، وخالد محمد خالد، ومناع القطان، وأحمد الشرباصي، وصلاح أبو إسماعيل، وأحمد حسن الباقوري، ومحمود عبد الوهاب فايد، ومحمد سيد طنطاوي، ومحمد المختار المهدي، وعبد الله الخطيب، ومحمد الراوي، ومحمد البري...

حتى يمكن النظر إليه كجيل مؤسس في علاقة الأزهر بالحركة الإسلامية الأم. وبرغم أنه كان واحدا من العشرات، بل وربما المئات الذين التحقوا بالجماعة من طلاب الأزهر الشريف وخريجيه، فإن القرضاوي كان نسيج وحده في علاقة الشيخ بالحركة، وفي وضعه كأزهري في الحركة الإسلامية؛ فالآخرون ممن تشابهوا معه في تجربة الالتحاق بالحركة الإسلامية، أو استوعبتهم الحركة داخلها استيعابا كاملا، فتاهوا فيها حتى فقدوا شخصية العالم الأزهري المستقل، فلم يعد لهم وجود أو تأثير أو اجتهاد خارجها، (كما هو الحال مع الشيخ محمد عبد الله الخطيب عضو مكتب الإرشاد، والذي يلقب بمفتي الجماعة، وهو أقرب إلى ممثل للتنظيم لدى الأزهرية، أكثر منه ممثل الأزهرية في التنظيم، ومثله أيضا الشيخ أبو الحمد ربيع، عضو مكتب الإرشاد الراحل).
وبعضهم اصطدموا بها حين عبروا عن ذاتهم وأفكارهم، وأحسوا بذاتهم "الأزهرية"، وما تحمله أو تفرضه من استقلال العالم الأزهري، (كما جرى مع الشيخ محمد الغزالي، الذي فصلته الجماعة ضمن من عرفوا بمجموعة المشايخ الأزهرية في تداعيات أزمة صدامها مع النظام الناصري عام 1954، أو الشيخ عبد الستار فتح الله سعيد الذي استقال من مكتب الإرشاد في عام 1987 بسبب ما اعتبره سيطرة السياسيين على الجماعة، وعدم اعتبارهم للأزهرية)، أو أنهم تبنوا مبكرا مقاربة تقوم على ترك مسافة بينهم كعلماء أزهريين، وبينها كحركة تجمع ما بين الدعوة والسياسة، (مثلما فعل الشيخ محمد البري الذي صار رئيسا فيما بعد لجبهة علماء الأزهر.

حتى محمد المختار المهدي، إمام أهل السنة، والرئيس العام للجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة، والشيخ محمد متولي الشعراوي – إن صحت رواية أنه كان إخوانيا - والذي ابتعد مبكرا عن الجماعة، كان يرى أنه من الأفضل للإنسان أن يبقى مع الإخوان فترة التكوين التي يأخذ فيها خير الحركة، ثم لا بد أن يتركها قبل أن يناله أذاها؛ والذي كان يعني به صراعاتها السياسية).

وحده يوسف القرضاوي كان الشيخ الذي استطاع نسج علاقة خاصة وفريدة مع جماعة الإخوان، هي علاقة الشيخ المتحقق، والحركة التي دائما ما كانت ترتاب من كل من يحمل بداخله جينات الاستقلال في الفكر أو الحركة.. حتى شاعت فيها مقولة: (لا مكان في الإخوان لعسكري ولا أزهري)!

لقد امتلك الشيخ يوسف القرضاوي مواهب وقدرات أتاحت له بناء علاقة خاصة مع حركة الإخوان المسلمين، وهي علاقة نادرة قلما تتكرر بين شيخ أزهري وحركة تجمع ما بين الدعوة والسياسة.

إن تفهّم هذه العلاقة الخاصة والفريدة يتطلب الإمساك بمفاتيح أساسية، يمكن أن تفتح أمامنا أبوابا واسعة للتعرف على مساحات ما زالت مجهولة في حياة الشيخ يوسف القرضاوي، آخر حبات العقد في جيل من كبار مشايخ الأزهر الشريف المجددين الذين ملئوا الدنيا وشغلوا الناس.

تعدد الوجوه والمواقع والأدوار


أول مفاتيح العلاقة نجده في: تعدد وجوه القرضاوي، ومن ثم المواقع التي احتلها، والأدوار التي لعبها في الحركة.. فالقرضاوي يمثل نمطا فريدا بين الأزهرية يستعيد تراث العلماء الأوائل الذين يجمعون بين علوم ومعارف يندر اجتماعها في شخص واحد في هذا الزمن، والذي أصبح زمن التخصص، بل والتخصص الدقيق داخل الفرع الواحد من المعارف والعلوم، ويكاد القرضاوي -الذي يبدو متأثرا بنموذج الإمام الشافعي- أن يكون آخر حبات عقد هذا النمط الذي انفرط.

فقيه مدرسة التيسير الإخوانية:

فالقرضاوي في أحد وجوهه هو أبرز ممثلي مدرسة تيسير الفقه الإخوانية، التي قامت على مهمة تقريب الفقه وتبسيطه، والتي نجحت في أن تخرج الفقه من الشأن الخاص إلى الشأن العام، وهي المدرسة التي بدأها الشيخ سيد سابق بكتابه (فقه السنة)، والذي وضعه بتكليف من الشيخ المؤسس حسن البنا، وقدّم له بمقدمة تحتفي به، وتُعَرف بأهميته.

وإذا كان للشيخ سيد سابق فضل السبق، فقد كان القرضاوي الأشهر بين فقهاء هذه المدرسة، والأكثر قدرة على التجديد والاستمرارية، وقد كانت بدايته مع كتابه الشهير (الحلال والحرام في الإسلام) الذي أصدره عام 1959، فكان أول وأشهر كتبه، والذي عرف به، في العالم الإسلامي على نطاق واسع.

لا تنحصر أهمية كتاب (الحلال والحرام) للقرضاوي في مجرد اختياراته الفقهية التي تميل لرفع الحرج والتيسير على الناس، وهو منهجه الذي التزمه طوال حياته (التيسير في الفتوى، والتبشير في الدعوة)، ولكن تتعداها إلى أهمية مقاربته التي تعتمد تقريب الفقه، وإتاحته للمسلم غير المختص بالعلم الشرعي.

إن القرضاوي في هذا الكتاب الذي افتتح به حياته في التأليف يخرج الفقه من كتب الفقهاء المكتوبة بلغة تراثية متخصصة، بل ومغلقة أحيانا، ويصوغه بلغة معاصرة سهلة قريبة من معجم المثقف، بل والمتعلم العصري، بما يسمح لغير الفقهاء التعامل مباشرة مع مسائل وقضايا يحتاج إليها في حياته اليومية.

مع كتاب (الحلال والحرام) وما تلاه من كتابات فقهية أخرى القرضاوي، لم يعد المسلم المعاصر يجد عنتا في التعامل مع الفقه ومسائله، بل صارت كتب الفقه جزءا من مكتبة المسلم الملتزم، كما هو الحال في كتاب (الحلال والحرام) نفسه، والذي طبع ما يقارب من ثلاثين مرة، وترجم إلى أكثر من عشرين لغة.

سيستمر القرضاوي في توجهه هذا، خاصة بعد القبول الحسن الذي لاقاه كتابه (الحلال والحرام في الإسلام)، وستتوالى كتاباته التي تبسط مسائل الفقه وتقربها للقارئ غير المختص فيصدر له كتاب (فقه الزكاة) في مجلدين، ثم (فتاوى معاصرة) في ثلاثة مجلدات.

ثم يخصص سلسلة كاملة لهذا الغرض سماها سلسلة: "تيسير الفقه" أصدر منها: الصيام، والطهارة، وأصول الفقه الميسر... ليصبح القرضاوي أهم شيوخ مدرسة تيسير الفقه وتقريبه، والتي استفادت منها حركة الإخوان، والحركة الإسلامية في عمومها في بسط مشروعها الذي اعتمد على نقل مسائل الشرع من الخاص إلى العام، وتجاوز احتكار المؤسسات الدينية للمعرفة الدينية.

لم يقف دور القرضاوي الفقيه على تبسيط الفقه وتقريبه، وتيسير مسائله على أهمية هذا العمل إذا ما وضع في سياقه التاريخي، بل جاوز ذلك إلى السعي لحسم كثير من المسائل الفقهية التي لم يكن يجرؤ على الاقتراب منها، والكلام فيها -فضلا عن التيسير بشأنها- غيره من فقهاء الحركة من قبل.

فكان من أوائل من تكلموا في قضايا مثل: الحكم الشرعي للموسيقى والغناء، فخصص جزءا وافرا من كتابه الأول: (الحلال والحرام) لهذا الموضوع وكذلك تطرق له في: (فتاوى معاصرة)، ثم أصدر كتبا كاملة في الباب نفسه فكتب كتابا عن: (الإسلام والفن) وكتابا ثانيا عن (فقه الغناء والموسيقى في ضوء الكتاب والسنة) وثالثا عن: (اللهو والترويح).

لقد تبنى القرضاوي في هذه القضايا منهج التيسير والإباحة، ولم يتوسع في المنع والتحريم، كما كان يفعل غيره، وكان في وعيه -دائما- حاجة المشروع الإسلامي إلى التيسير باعتباره مشروع أمة، وليس مشروعا فرديا يمكن لصاحبه أن يتوسع في المنع، اتباعا لقاعدة "سد الذرائع".
كما كان من أول من تعاطى بقوة مع موضوع الحقوق الاجتماعية والسياسية للمرأة، فدعم الأستاذ عبد الحليم أبو شقة في إصدار موسوعته الشهيرة (تحرير المرأة في عصر الرسالة)، والتي يمكن أن تعد أهم ما صدر في هذا الباب.

كما تصدى بجرأة كبيرة لمزاج التشدد، والميل للتحريم في مسائل المرأة الذي سيطر على الحركة الإسلامية إبان السبعينيات، بل وذهب في بعض الأحيان إلى مخالفة شيخه ومرشده الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، كما فعل في إباحته لعمل المرأة سياسيا، والإقرار لها بالحقوق السياسية كاملة مثل: (المشاركة في الانتخابات تصويتا وترشيحا) على الرغم من أن البنا كان يذهب إلى عكس ذلك. وللقرضاوي رسالة لطيفة عن: (مركز المرأة في الحياة الإسلامية) يمكن أن تلخص رؤيته المتسامحة، ومنهجه في التعاطي مع قضايا المرأة.

لقد مكنت القرضاوي جرأته كفقيه على التعاطي مع عدد من الإشكالات الفقهية التي كانت عقبة أمام تطور الحركة في بعض مراحلها، خاصة مسائل الفقه السياسي، فجاء القرضاوي ليفك للحركة هذه الإشكاليات، ويقدم لها المخرج اللازم؛ كما فعلت فتواه بجواز نشأة الأحزاب السياسية وتعددها (باعتبار أن الأحزاب في السياسة كالمذاهب في الفقه)، وبحق المرأة في ممارسة السياسة تصويتا وترشيحا.

- داعية الحركة والصحوة:

ولم يكن القرضاوي في حركة الإخوان مجرد فقيه تلجأ إليه في مسائل الفقه الخاصة، كما لم يتوقف دوره عند تلبية حاجات الحركة من الفقه الميسر (بفتح السين) والميسر (بكسرها)، بل كان فيها داعية بارزا تهتز له أعواد المنابر، وتتأثر لخطبه ومواعظه -البليغة الفاعليات- الملتقيات الإسلامية الخاص منها بأعضاء الحركة ومحازبيها، أو المفتوحة لجمهور الصحوة الإسلامية، وهو وجه آخر ومهم من وجوه القرضاوي التي أثرث في علاقته بالحركة الإسلامية.

ليست هناك إحصائيات موثقة، كما أنه ليس ممكنا الحديث عنها أصلا؛ لكن بالإمكان وبقدر لا بأس به من الثقة القول بأن القرضاوي كان الداعية الأكثر تأثيرا في تاريخ الحركة الإسلامية؛ اعتمادا على كونه صاحب الباع الأكبر في هذا المجال عبر آلاف الخطب والدروس والمحاضرات التي ألقاها في الخاص والعام من عمل الحركة، منذ أن عمل بقسم نشر الدعوة في بداية حياته، وطوال أكثر من ستين عاما لم يتوقف فيها عن الخطابة ودروس الوعظ، حتى وهو يكتب الكتب، أو يقدم برامج إذاعية مثل: (نور وهداية)، أو برامج التلفاز الشهيرة مثل: (الشريعة والحياة)، أو (هدي الإسلام).

لقد بدأ القرضاوي الخطابة ودروس الوعظ، ولم يتحصل بعد على الشهادة الثانوية، فخطب في مسجد قريته وهو لا يزال ابن الستة عشر عاما، واشتهر حتى تسمى المسجد باسمه.

ثم استمر في الدعوة واعظا وخطيبا في جامعة الأزهر، وفي صفوف الحركة الإسلامية التي كانت تستعين به في عمل قسم نشر الدعوة، وحتى حين استعانت به في قسم الاتصال في العالم الإسلامي، فقد كان دوره دعويا؛ يقوم على إعطاء دروس الوعظ، والتعريف بالفكرة الإسلامية خارج القطر (كما يحكي في مذكراته عن رحلته الأولى إلى الشام).

وفي سجنه مع الإخوان في محنتهم الثانية إبان صدامها الأول مع النظام الناصري عام 1954 كان القرضاوي الإمام الذي يصلي بأبناء الحركة، والداعية الذي يخطب فيهم ليبث فيهم معاني الإيمان والصبر والثبات، وكانت هذه مهمته الأولى، وربما الوحيدة؛ إذا اعتمدنا مذكراته الشخصية.

وحين هاجر إلى الخليج كان أبرز ما عرف به واشتهر؛ كونه داعية موفقا، يمتلك أسباب النجاح من: قوة حافظة، وسلامة لغة، وحسن بيان، وسعة ثقافة، وقدرة على الخطابة، واستثارة عواطف الجماهير، وهو ما كان سببا في توفيقه في الرحلات الدعوية التي كان يقوم بها في أنحاء العالم وما زال منذ انتقاله للإقامة في قطر.

يذكر له تاريخ الحركة الإسلامية في نشأتها الثانية في عقد السبعينيات في مصر أنه كان الداعية الأكثر تأثيرًا في الجماعات الإسلامية التي نشأت في الجامعات المصرية في هذه الفترة، وأنه تقاسم مع الشيخ محمد الغزالي الذي كان يسبقه سنا، ولم يكن قد غادر البلاد وقت المحنة الناصرية، مهمة التأثير في القطاع الأكبر من هذه الجماعات، مما أدى إلى نقلها تدريجيا إلى تيار الإخوان المسلمين، ثم تنظيميا بعد ذلك.

كان القرضاوي أول خطيب لصلاة العيد الجامعة، والتي أعادت الجماعات الإسلامية إحياء سنة إقامتها في الخلاء، فخطب أول خطبة صلاة عيد الفطر في الخلاء في ميدان عابدين عام، 1976 والتي صارت من بعدها تقليدا ثابتا، كما خطب في العيد التالي في إستاد الإسكندرية.

استمر القرضاوي في عمل الداعية حتى بعد أن أصبح أستاذًا في جامعة قطر، ولم يصرفه العمل البحثي والكتابة عن القيام بعمل الداعية من خطابة ووعظ، بل لم يتوقف عن هذا العمل حتى بعد أن بدأ يحل ضيفا على البرامج الدينية في محطات التلفاز والفضائيات. فرغم أن أكثر من أربعين مليون مسلم عبر العالم يتابعونه عبر برنامج: (الشريعة والحياة) في فضائية الجزيرة الشهيرة، ما زال القرضاوي ملتزما بدور ومهام الداعية في أبسط صورها؛ فلا يتخلف عن خطبة الجمعة في مسجده الشهير بالعاصمة القطرية الدوحة (مسجد عمر بن الخطاب) إلا لسفر أو مرض، ولا يعتذر عنها أو عن الصلاة برواد المسجد أيا كان عددهم، وإمامة التراويح بهم في رمضان، ووعظهم بين الركعات، ثم الدعاء بهم دعاء طويلا في الوتر الأخير من الصلاة.

لا يعترف القرضاوي بأن وسيلة من وسائل الدعوة يمكن أن تغني عن أخرى، ولا يقبل أن يتوقف عن درس دعوي يحضره عشرات، أو حتى مئات الناس لحساب برنامج في قناة يشاهده الملايين.

بل لا ينفصل القرضاوي الإنسان عن الداعية حتى في عطلات الصيف، والإجازات، فهو في كل بلد يزوره يحل ضيفا على الحركة الإسلامية الممتدة في أنحاء العالم العربي وفي المهاجر؛ يدعوه أبناؤها في أنشطتهم وفاعليتهم الخاص منها والعام؛ ليقوم بينهم خطيبا وواعظا، فهو لا يفصل بين وقت السفر للاستجمام والترفيه، وبين ما يراه واجب الدعوة.

أذكر أننا كنّا ضيوفا في ملتقى إسلامي في المغرب، في صيف 2006، وكان القرضاوي يقضي إجازة الصيف مع أهله في مدينة طنجة، وألمّ به المرض، فمنعه الأطباء من الحركة خشية تدهور حالته الصحية، وراحة له من عناء السفر والخطابة (وكان ينتظر إتمام الثمانين أمد الله في عمره)، ولما علم بإصرار شباب الحركة الإسلامية في مدينة مكناس، والتي تبعد عنه بمئات الكيلومترات واجتماعهم بالآلاف انتظارا للقائه سافر بطائرة خاصة، وخطب فيهم أكثر من ساعتين متواصلتين، لا يقطع خطبته إلا التكبير وصيحات الترحيب.

المربي والمؤطر التربوي:

والقرضاوي لدى حركة الإخوان ليس الفقيه والداعية الذي يكتفي بمد الحركة بالزاد الفقهي والدعوي فحسب؛ بل هو بالنسبة لها أيضا المربي والمؤطر التربوي، وهو وجه لا يقل أهمية في وجوه القرضاوي، فإنه شارك مبكرا في وضع البناء التربوي والثقافي داخل التنظيم، عبر سلسلة مقالات مطولة، كتبها لهذا الغرض تحت عنوان "ثقافة الداعية"، كانت تنشرها مجلة الدعوة التي كانت تصدرها جماعة الإخوان في السبعينيات. (وقد صدرت مجمعة فيما بعد في كتاب يحمل العنوان نفسه)، ثم وضع كتابا آخر عن (الوقت في حياة المسلم) كان موجها بالأساس لجمهور الدعاة، ثم وضع كتابا ثالثا بالغ الأهمية عن (ظاهرة الغلو في التكفير) كان له تأثير كبير في تحصين الصف الإخواني من هذه الموجة التي ضربت الحالة الإسلامية مدة عقدين من الزمن.

كما وضع القرضاوي تصوره في القضية التربوية للحركة في كتاب مستقل (التربية الإسلامية ومدرسة حسن البنا)، وهو يعد من أهم الكتب المعتمدة لدى الحركة في هذا الباب.

كما كان من أبرز من شاركوا في عملية التأطير والتكوين لأبناء الجماعة داخل محاضنها التربوية الخاصة، مثل: لقاءات الأسر، والكتائب، وهي لقاءات مغلقة على أطر الحركة، وقد ظل يقوم بذلك منذ عرف داخل الحركة إلى فترة تبدو قريبة، حتى ما قبل انشغاله. ثم قضى فترة داخل الجماعة يقوم بمهام التربية والتكوين للإخوان من خارج القطر المصري، في أثناء عمله ضمن قسم الاتصال بالعالم الإسلامي، كما يروي في مذكراته عن رحلته إلى سوريا والأردن ولبنان.

ثم هو الذي تعمد دوما متابعة الحركة في مراحل نموها بالنصح والتوجيه، وسعى إلى إرشادها إلى الوجهة الصائبة، فكتب عدة رسائل مهمة كانت كلها تدور حول ترشيد الحركة من أهمها: (الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف)، و(الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي)، و(الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم)، و(الصحوة الإسلامية من المراهقة إلى الرشد)، و(من أجل صحوة راشدة تجدد الدين وتنهض بالدنيا)، و(أولويات الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة)... وغيرها من مؤلفات ناصحة للحركة ولكن من داخلها، وقد تحمل نقدا ولكنه بروح المحب الحاني عليها.

- المحرض السياسي:

ووجوه القرضاوي في حركة الإخوان تتجاوز الشيخ أو العالم الأزهري إلى المحرض السياسي الذي يقدم الوقود الديني لقضايا الحركة السياسية ومعاركها سواء أكانت معارك خاصة بالحركة، أو كانت تتصل بالقضايا العامة أو "قضايا الأمة"، والتي احتلت قمة أولوياته فيما بعد، حين كفّ عن دخول السياسة من باب الحركة الإسلامية الخاص.

لقد شارك القرضاوي في مقتبل حياته بالخطابة السياسية تأييدا ودعما لمرشحي الإخوان في الانتخابات البرلمانية التي ترشحوا لها في أوائل الخمسينيات، وكان يتنقل بين المدن خطيبا لهم حتى وصل في جولاته إلى جنوب الصعيد، محرضا الناس على تأييد مرشحي الإخوان.

وحين انتقل إلى خارج البلاد، وتراجعت أعماله التنظيمية تدريجيا قام القرضاوي بهذا الدور في قضايا الأمة التي كان هو أبرز من تولوا الدفاع عنها وتحريض الناس من أجلها.

فاحتلت قضية فلسطين مبكرا منه اهتماما واسعا، وخطب وحاضر من أجلها في كل مكان زاره، ودافع عن الحقوق الفلسطينية، مؤكدًا أنها أرض إسلامية من النهر إلى البحر، وأنه لا حل إلا بقيام دولة إسلامية على أرضها عاصمتها القدس. وقال فيها قصائد من الشعر حفظ الناس منها مقطعا يقول فيه: فلسطين بلا قدس.. كجثمان بلا رأس.

وكان من العلماء الذين وقعوا على فتوى بأن أرض فلسطين كلها وقف إسلامي، لا يجوز التصرف فيه، سدا للطريق على التنازلات التي كان يخشى منها مع بدء العرب مفاوضات مع الكيان الصهيوني.

واستمر الرجل يولي اهتماما خاصا بالقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية الأمة المركزية، ودافع عن العمليات الاستشهادية؛ حتى وضعته الولايات المتحدة على قوائم الممنوعين من دخول أراضيها، ولاحقه اللوبي الصهيوني في بريطانيا؛ لمنعه من زيارتها. ثم هو الذي دشن من أجلها مشروعات الدعم المادي والمعنوي، وعلى رأسها مشروع "ائتلاف الخير".

وربما لم تتفجر قضية تهم الأمة أو الحركة الإسلامية إلا ووقف فيها القرضاوي محرضا يقدم وقود المعركة، فعل ذلك في أثناء الغزو والاحتلال السوفيتي لأفغانستان، واستمر في حشد التأييد للمجاهدين حتى انسحاب السوفيت منها. وفعل ذلك في الغزو الأمريكي على العراق فكان أعلى الأصوات، وأكثرها تأثيرًا في رفض الحملة الأمريكية على أراضيه، فأفتى بوجوب الجهاد لمقاومة الغزو الأمريكي، ثم لمقاومة هذا الاحتلال، وكان من أكثر العلماء الذين أعلنوا موقفهم صراحة من أن القوات الأمريكية في العراق قوات احتلال يجب على الأمة مقاومتها، ويجب علينا دعم المقاومين لها، وقد جر موقفه هذا عليه حملات إعلامية من بعض المنابر الإعلامية التي اتهمته بدعم الإرهاب.

تكرر الأمر في أزمة الرسوم الدنماركية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، فوقف القرضاوي محرضا للشارع المسلم على الغضب احتجاجا على إهانة الرسول الأعظم، وقاد معركة الاحتجاج ضد الدنمارك، وكان أبرز من دعوا إلى مؤتمر نصرة الرسول الذي عقد بالعاصمة البحرينية المنامة، ودشن حملة المقاطعة للشركات والمنتجات الدنماركية، حتى اضطر حكومتها إلى اتخاذ خطوات لتهدئة الرأي العام المسلم.

وحدث ذلك أيضا في الأزمة التي خلفتها تصريحات بنديكت بابا الفاتيكان، والتي تضمنت إساءة إلى الإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان القرضاوي الأعلى صوتا، والأكثر قدرة على حشد الشارع المسلم للاحتجاج ضد هذه التصريحات.

وفي كل قضايا الأمة ومعاركها وأزماتها كان حضور القرضاوي يتأكد يوما بعد يوم كزعيم ومحرض سياسي للشارع الإسلامي والمسلم في كثير من الأحيان، حتى صار تبنيه لقضية ما مقدمة أكيدة لتحويلها إلى قضية من قضايا الأمة.

لقد كان القرضاوي صاحب الصرخة الشهيرة (ادفع دولارًا تنقذ مسلمًا)، والتي سعى من خلالها لتعبئة جهود الأمة لدعم العمل الخيري والدعوي الذي تحتاجه، وعلى أساس من دعوته هذه تأسست الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت، والتي قامت لتحقيق هذا الهدف.

أديب الدعوة وشاعرها:

أما الوجه الذي لم يغب دائما القرضاوي وكان شريكا في كل وجوهه الأخرى وكان حاضرا في كل أدواره داخل الحركة الإسلامية فهو وجه الشاعر، فمنذ شرخ شبابه وشعر القرضاوي حاضرا بين أبناء حركة الإخوان، كتب مبكرا ولم يزل طالبا في المرحلة الثانوية مسرحيته الشهيرة (عالم وطاغية) التي يمجد فيها من مقاومة العلماء في نموذج سعيد بن جبير لظلم الحكام الطغاة في نموذج الحجاج بين يوسف، فكان أبناء الحركة الإسلامية خاصة في أوساط الشباب الجامعي يؤدون هذه المسرحية في مناسباتهم وفعالياتهم، كما اشتهرت قصيدته النونية التي كتبها في السجن الحربي يصف فيها الأهوال التي عاناها مع معتقلي الإخوان في هذا السجن المرعب، وتعد مع قصيدة أبتاه للشاعر هاشم الرفاعي من أهم قصائد السجون التي اشتهرت بين أبناء الحركة الإسلامية في نصف القرن الأخير.

وللقرضاوي ديوانان من الشعر "نفحات ولفحات"، و"المسلمون قادمون" مثلت قصائدهما وقودا لشباب الحركة الإسلامية يبثه روح الثورة والرغبة في الانعتاق من الظلم، ويلهمه معاني التضحية والفداء من أجل أمته.

أثناء حرب الإبادة التي تعرض لها المسلمون في البوسنة والهرسك كانت فاعليات التضامن التي تقيمها الحركة الإسلامية لا تبدأ أو تنتهي إلا بإنشاد قصيدته التي يقول في مطلعها:

أنا عائد أقسمت إني عائد والحق يشهد لي ونعم الشاهد

ومعي القذيفة والكتاب القائد ويقودني الإيمان نعم القائد

وفي كل الفعاليات الجماهيرية التي كانت تقيمها الحركة الإسلامية كان القرضاوي حاضرا كفقيه أو كداعية وكمحرض سياسي، وإذا غاب فلم يكن يغيب شعره الحماسي الذي يلهب المشاعر ويثير العواطف ويحشد الأنصار والجماهير على قضاياها.

خريطة أفكار وأنشطة متوازية مع الحركة


أما المفتاح الثاني لفهم خصوصية هذه العلاقة الفريدة بين الشيخ والحركة فهو في اتساع خريطة أفكار الشيخ القرضاوي واهتماماته ونشاطاته وتطابقها مع مثيلتها لدى الحركة حتى يكاد يمثل وحده حركة موازية لها دون تعارض معها.

لقد اتسعت خريطة اهتمامات القرضاوي وأعماله بصورة يندر أن تتكرر لدى أبناء جيله، فضلا عن خلفه من شيوخ الأزهر وعلمائه حتى ممن التحقوا بالحركة الإسلامية، وكانت المفارقة أنها -عند التدقيق- تتشابه وخريطة اهتمامات حركة الإخوان ونشاطاتها حتى تكاد تتطابق معها.

لقد اشتغل القرضاوي في قضايا الدعوة والتربية، وقضايا الفقه والتفسير، وقضايا الاقتصاد والتنمية، وقضايا الثقافة والفكر، وفي العمل الخيري والإغاثي، وفي قضايا السياسة، وكان في كل حركته يتقاطع فكرا ومنهجا مع حركة الإخوان إن لم يكن يتطابق معها، ليس هذا فحسب بل إن كتاباته تأتي دائما إما لتقدم الأساس الفكري والشرعي لعمل الحركة، أو لتفكك قضايا الالتباس ومساحات التوتر التي تعوق حركتها.

إبان الحقبة الناصرية في الستينيات وحين كانت الحركة تواجه تحديا على مستوى مشروعها الإسلامي الذي صار موضوعا للنقد والتحدي من قبل أنصار المشروع الاشتراكي كان اهتمام القرضاوي بالدفاع عن هذا المشروع وحمايته من موجة النقد التي كادت تعصف به، فكتب وقتها سلسلته الشهيرة عن حتمية الحل الإسلامي «الحل الإسلامي فريضة وضرورة»، و«الحلول المستوردة وماذا جنت على أمتنا»، و«بينات الحل الإسلامي»، و«أعداء الحل الإسلامي».

وفي إبان انبعاث الصحوة الإسلامية في السبعينيات انصب جهد القرضاوي على قضية ترشيد الصحوة الوليدة فكتب سلسلة رسائل وكتب مهمة في هذا الموضوع «ظاهرة الغلو في التكفير.. أين الخلل؟»، و«فقه الأولويات»، و«الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف»، و«الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي»، و«الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم»، و«الصحوة الإسلامية من المراهقة إلى الرشد»، و«من أجل صحوة راشدة تجدد الدين وتنهض بالدنيا»، و«أولويات الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة».

ثم لما تعددت تيارات الصحوة والجماعات العاملة لها بما فتح باب التنافس بينها والتصادم في بعض الأحيان حاول القرضاوي وضع أسس للتعاون بين جماعات الدعوة والعاملين في حقلها، فكتب عن: شمول الإسلام، والمرجعية العليا في الإسلام للقرآن والسنة، وموقف الإسلام من الإلهام والكشف والرؤى ومن التمائم والكهانة والرقى، والسياسة الشرعية في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها، وكيف نتعامل مع التراث والاختلاف والمذهب.

وكانت كتاباته في هذا الموضوع في مجملها شرحا وتطويرا للأصول العشرين التي وضعها الإمام حسن البنا كأصول للمشروع الإسلامي الحركي الأول (الإخوان المسلمون)، ولكن بصياغة جديدة وأكثر مناسبة للتعددية التي صارت إليها الصحوة الإسلامية.

ثم لما صارت الحركة الإسلامية في تحد مع الدولة؛ سواء نظريا أو واقعيا، كما جرى في بعض البلدان التي تولت فيها الحركة السلطة، اتجه القرضاوي إلى بيان شكل الدولة "الإسلامية" التي يتصورها، وسعى للإجابة على إشكالات هذه المرحلة، فكتب: «ملامح المجتمع الإسلامي الذي ننشده»، و«شريعة الإسلام صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان»، و«غير المسلمين في المجتمع الإسلامي»، و«الأقليات الدينية والحل الإسلامي»، و«جريمة الردة وعقوبة المرتد في ضوء القرآن والسنة».

ولما انفتحت الحركة على سؤال العولمة والانفتاح على الآخر كان له سبق الاشتباك مع أسئلة اللحظة، فكتب: «المسلمون والعولمة»، و«خطابنا الديني في عصر العولمة»، و«الإسلام والمسلمون»، و«علوم المستقبل على أعتاب القرن القادم»، و«المسلمون والتخلف العلمي»، و«رعاية البيئة في شريعة الإسلام»، و«حقوق المسنين من منظور إسلامي»، و«الغرب والإسلام».

وربما افتقدت بعض كتاباته في قضايا مثل العولمة وحوار الأديان والحضارات الإحاطة اللازمة بموضوعاتها؛ نظرا لطبيعتها الفكرية المعقدة والسن الذي بلغه الشيخ (كتب في ذلك بعد السبعين)، لكنه كان رائدا في توجيه الحركة والاتجاهات الإسلامية إلى أهمية الاشتباك مع مثل هذه القضايا.

وقد عدد القرضاوي من وسائل وآليات عمله التي جمعت ما بين التقليد والحداثة؛ من الخطبة والدرس الوعظي والمحاضرة العلمية.. إلى برامج الإذاعة والتلفاز والفضائيات ومواقع الإنترنت، كما قارب ما بين الخاص والعام في حركته؛ من دروس تكوينية داخل الأطر التنظيمية بمستوياتها المختلفة إلى الوسائل المفتوحة التي تناسب العام من خارج التنظيم، وهو دائما رجل التنظيم بكل مستوياته ورجل العامة بكل شرائحها وطبقاتها، كما نوّع الشيخ القرضاوي في بناء مشروعه بين الجهد الفردي وبناء المؤسسات؛ حتى بدا أقرب إلى مؤسسة متكاملة.

فقد نجح القرضاوي في بناء شبكة عالمية تتصل بكل أنشطته واهتماماته وتغطيها حتى يكاد لا يستثني مؤسسة من مؤسسات العمل الإسلامي بتخصصاته المختلفة في أنحاء العالم تقريبا منها إلا كان له بها صلة وثيقة؛ فهو عضو إن لم يكن مؤسسا لأهم مؤسسات العمل الإسلامي العالمية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

مجلس إدارة مركز بحوث إسهامات المسلمين في الحضارة في قطر - مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة -المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجده - المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسسة آل البيت) بالأردن - مجلس الأمناء للجامعة الإسلامية بإسلام آباد - مجلس الأمناء لمركز الدراسات الإسلامية في أكسفورد - رابطة الأدب الإسلامي - جمعية الاقتصاد الإسلامي بالقاهرة - الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت - مجلس الأمناء لمنظمة الدعوة الإسلامية في إفريقيا ومركزها الخرطوم - الهيئة الشرعية العالمية للزكاة بالكويت - مجلس إدارة صندوق قطر الإسلامي للزكاة والصدقة - مجلس أمناء الوقف الإسلامي لمجلة المسلم المعاصر - المجلس العلمي للكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية في فرنسا - هيئة الرقابة الشرعية لشركة الراجحي للاستثمار بالسعودية - هيئة الرقابة الشرعية لمصرف قطر الإسلامي وبنك قطر الإسلامي الدولي ومصرف فيصل الإسلامي بالبحرين وباكستان وبنك التقوى بسويسرا - المؤسسة الإعلامية الإسلامية العالمية بإسلام آباد - مجلس إدارة جمعية البلاغ الثقافية لخدمة الإسلام على الإنترنت - المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث وائتلاف الخير، ثم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي أسسه القرضاوي كأهم تجمع لعلماء المسلمين في العالم.

علاقة فريدة مع التنظيم

امتلك القرضاوي المفاتيح السابقة ولكنه لم ينفرد بها، بل ربما شاركه فيها آخرون بقدر يزيد وينقص، أما المفتاح الذي انفرد به فهو القدرة على صياغة علاقة فريدة مع التنظيم تتجاوزه دون أن تصطدم به، وقد نجح القرضاوي في ذلك بسبب توفره على جملة صفات خاصة، وبسبب إستراتيجيته التي اتبعها في علاقته مع تنظيم الإخوان.

- الالتزام حركيا بالتيار العام والشرعية:

لقد حسم القرضاوي أمره مبكرا وطوال علاقته بالحركة بالانتماء للخط العام في الحركة، والولاء لقيادتها الشرعية المجمع عليها دون الارتباط في مشروعات جانبية يمكن النظر إليها باعتبارها تمثل "جيوبا" تنظيمية أو تيارات مخالفة للجماعة.

التزم القرضاوي بهذا الانتماء مهما كان تقديره لكفاءة هذه القيادة ما دامت شرعية ومجمعا عليها، ولم يتورط في مشروعات جانبية مهما كان اتفاقه مع أفكارها وتقديره لها.

لقد التزم القرضاوي هذا حين وقعت الأزمة الشهيرة عام 1954 واختلفت الجماعة حول شخص المرشد الثاني المستشار حسن الهضيبي، فرغم أن القرضاوي كان أقرب إلى منطق وجبهة من عرفوا بتيار المشايخ والأزهرية المعارض للهضيبي وسياساته (يمثله الشيوخ محمد الغزالي وسيد سابق وعبد المعز عبد الستار) فلم يصل الأمر بالقرضاوي إلى الانضمام إلى هذه الجبهة حين انشقت على الجماعة أو احتجت على قرار فصلها، بل التزم القرضاوي ما انتهت إليه القيادة الممسكة بدفة التنظيم، وعاش معها فترة السجن، والتزم بأوامرها وتكليفاتها دون أن يعلن خلافه معها أو رفضه لقيادتها رغم وقع السجن وهول التعذيب وسعي جمال عبد الناصر ونظامه لضرب وحدة الإخوان التنظيمية.

تكرر الأمر كذلك مع حزب الوسط الذي يمكن النظر إليه كأكبر انشقاق تنظيمي عرفته الجماعة منذ أزمة المرشد الثاني، فرغم أن القرضاوي كان متعاطفا مع هذا المشروع وقريبا من أبناء الجيل الذي قاد التجربة -جيل الوسط- ورغم أن أصحاب مشروع الحزب أكدوا في ورقته المذهبية تأثرهم باجتهاداته وآرائه في الفقه السياسي (جواز التعددية الحزبية، وفكرة الإسلام الحضاري) إلا أن القرضاوي لم يدخل طرفا في هذا المشروع خاصة بعدما انتقل من محاولة تجديدية إلى خصومة تنظيمية مع جماعة الإخوان والقيادة الشرعية لتنظيمها الشرعي، واكتفى بموقع الناصح للجماعة الناقد لسياستها في هذا الملف والداعم فكريا ومعنويا من طريق غير مباشر لهؤلاء الشباب من جيل الوسط.

واستمر القرضاوي يلقي سنويا وفي كل إجازة صيف محاضرة في المنتدى الذي يعقده حزب الوسط بمقر المركز الدولي للدراسات في الوقت الذي يحل ضيفا على الفعاليات التي تقيمها الجماعة في بعض النقابات المهنية أو نوادي أعضاء هيئة التدريس.

- الانتماء فكريا لمدرسة البنا الوسطية:

مثلما حسم القرضاوي انتماءه وولاءه للخط العام الحركي للإخوان فقد وضح حسم انتمائه أيضا للتيار العام الفكري الوسطي للحركة والذي أسسه مؤسس الجماعة، وهو التيار الذي يعرف بالتيار البناوي (نسبة للشيخ حسن البنا)، ولم يعرف عن القرضاوي ارتباطه بأي اتجاهات فكرية أخرى فرعية تخرج به عن هذا التيار، بل خاض مبكرا مواجهات "فكرية" ضد هذه التيارات خاصة المتشدد منها، وكان من أبرز من تصدّوا لها خاصة المتشدد منها.

حدث ذلك مبكرا حين اختلف القرضاوي مع شيخه وأستاذه البهي الخولي مسئول الدعوة في المكتب الإداري للإخوان في مديرية الغربية التي كان يتبع لها، فقد جمع الخولي عددا من أبناء الإخوان النابهين وكوّن منهم ما أسماه بـ (كتيبة الذبيح) بغرض تربيتهم تربية روحية خاصة على المنهج الصوفي الذي يرى أن من لا شيخ له فالشيطان شيخه، ويبالغ في طاعة المريد لشيخه، وقد دعا الخولي تلميذه القرضاوي مع عدد من أقرانه النابهين (منهم أحمد العسال وعبد العظيم الديب من الأزهر)، فرفض القرضاوي الشاب دعوة أستاذه؛ بسبب ما رآه من تربية تخالف المنهج البناوي حيث تقوم على السمع والطاعة المطلقة وتستحضر الطريقة الصوفية التي تنعدم فيها شخصية المريد لتذوب في إرادة شيخه، وكان هذا وعيا مبكرا من القرضاوي -ولم يزل شابا في المرحلة الثانوية- بالتيار الفكري والتربوي الذي ينتمي إليه ويمثله بحيث يمكن أن يدافع عنه أمام من كان وقتها يقف منه موقف التلميذ.

تكرر ذلك في خروج آخر ولكنه أكبر وأشد تأثيرا على التيار البناوي في الجماعة، وهو التيار القطبي (نسبة إلى الشهيد سيد قطب).

لقد تأثرت جماعة الإخوان بدءا من النصف الثاني من عقد الستينيات بأطروحات سيد قطب التي كانت تحمل في داخلها انقلابا على أفكار المؤسس حسن البنا، كانت الأطروحات القطبية أكثر تشددا وانكفاءً على الذات، وأكثر ميلا للمفاصلة مع المجتمع والتصدي لما تراه خروجا على المنهج الإسلامي، ومن ثم أكثر استعدادًا للتصادم مع هذا المجتمع.

ربما، وباستثناء رسالة «دعاة لا قضاة» التي تنسب للمرشد الثاني القاضي حسن الهضيبي، لم تقدم الجماعة نقدا جديا مؤسسيا لأفكار سيد قطب، بل كان الغالب أنها استحضرت أفكاره وكتاباته في بنيتها الفكرية والتربوية في مراحل مختلفة، خاصة بعد إعدامه وتحوله رمزا للحركة الإسلامية في كل أنحاء العالم، وأكاد أجزم بأن الشيخ القرضاوي كان من أوائل من تجرءوا على نقد سيد قطب وسعوا إلى استعادة الإخوان للمنهج البناوي.

في الثمانينيات من القرن الفائت وأثناء علو الخطاب القطبي وسطوته كتب القرضاوي مقالة في جريدة الشعب المصرية القريبة من الحركة الإسلامية كانت الأولى في نقد بعض أفكار سيد قطب، ثم خصص فيما بعد مساحات كبيرة في الجزء الثالث من مذكراته لاستكمال هذا النقد بما أثار عليه ثائرة عدد كبير من الكتاب والقيادات الحركية الإسلامية حتى من داخل جماعة الإخوان نفسها، فكانت واحدة من المعارك الفكرية الإسلامية المهمة في الأعوام الأخيرة.

- التجديد للمؤسس وليس تقليده أو الخروج عليه:

ومثلما جسد القرضاوي للحركة خط الدفاع عن تيارها العام في مواجهة أفكار وافدة تمددت في فراغ غياب المؤسس مثلما حدث مع سيد قطب؛ فقد جسد القدرة على تمثيل الخط العام للحركة فكريا وفقهيا، ولكن من دون الجمود عليه بل مع إعطائه طاقة تجديدية، فرغم أنه صار يمثل امتدادا فقهيا وفكريا وتربويا للإمام المؤسس البنا، لكنه لم يكن امتداد المقلد المتبع بل المجدد القادر على مخالفة إمامه، ولكنه خلاف التلميذ مع شيخه وليس خروجا عليه تماما كما فعل في رفضه لما ذهب إليه البنا من منع المرأة من حقوقها السياسية، أو رفضه لموقف البنا الرافض للأحزاب والحزبية، أو خلافه مع ما ذهب إليه البنا من إمكان تلبس الجن بجسد الإنسان، والقرضاوي يسوق اجتهاداته في هذا الصدد في سياق المجتهد الذي يكمل على خطى شيخه ولكنه يخالفه في بعض اجتهاداته دون أن يمنعه ذلك من الإقرار له بالفضل والتقدم.

- وعي بموقعه المناسب في الحركة ومنها:

أما أكثر ما تميز القرضاوي به في سياق صياغته لعلاقته مع الإخوان فهو قدرته المذهلة على تحديد موقعه المناسب له في الحركة، وتطوير هذا الموقع وفق تطوره الشخصي وبحيث يتناسب مشروعه الخاص مع مشروع الحركة العام.

مبكرا حدد القرضاوي موقعه في الحركة، واختار أن يكون عمله فيما يتصل بتخصصه ومجال اهتمامه ونبوغه، فعمل في قسم نشر الدعوة الذي يتناسب واهتماماته وملكاته الذاتية، وحين التحق بقسم الاتصال بالعالم الإسلامي ظل عمله داخل القسم منصبا على نشر الدعوة خارج القطر المصري ولم يكن عملا تنظيميا، بل إن القرضاوي لم يتردد دائما ومبكرا في رفض العمل التنظيمي إلا ما يتصل منه بمشروعه الدعوي الشرعي؛ لذلك لم يرحب بتولي المهام التنظيمية وكان أول موقع تنظيمي قبله هو مسئولية الإشراف على الأزهر الشريف.

ثم إن للرجل قدرة تثير الإعجاب على أن يحدد وبدقة متى يبدأ التنظيم والعمل التنظيمي ومتى ينتهي في حياته، وأين يلتقي معه وأين يبتعد عنه، وهو قادر على استشعار التغيرات التي تطرأ أو التي يجب أن تتم على علاقته بالتنظيم حضورا وغيابا قربا وبعدا.

لذا لم يتردد الرجل الذي بدأ حياته في جماعة الإخوان واعتقل بسببها مرتين أن يرفض منصب المرشد العام مرتين؛ إحداها وهو في مقتبل حياته الدعوية وقبل أن يسطع نجمه، لقد رفض القرضاوي حتى قبل أن يملأ الدنيا ويشغل الناس منصب المرشد حين عرض عليه عام 1976 الذي كان قد خلا بعد وفاة المرشد الثاني القاضي حسن الهضيبي، وبقيت الجماعة مدة عامين بدون مرشد.. لقد أدرك القرضاوي مبكرا أن موقعه الصحيح لخدمة دعوته وفكرته ليس في العمل التنظيمي بالجماعة حتى إن كان في قمة هرمه منصب المرشد، فكتب رسالته إلى الدكتور محمود أبي السعود عضو الهيئة التأسيسية الذي تولى عرض المنصب عليه قائلا:

«إني أعتقد أن من مصلحة الدعوة التي أنتمي إليها، ومصلحة الإسلام عامة الذي نذرت نفسي لخدمته أن أظل مشتغلا بالعلم وبالبحث؛ لإتمام ما عندي من مشروعات علمية أراها مهمة ونافعة إن شاء الله، وقد أتيح لي الآن -من خلال موقعي ومعرفة الناس بي- أن أتصل بالجمعيات العلمية في مؤتمرات عربية وإسلامية وعالمية شتى، ومن الخير أن يستمر هذا الاتصال بعد أن فرضت علي العزلة مدة طويلة في مكان قصي منعزل، إن جماعتنا لم تخل -ولن تخلو إن شاء الله- من الكفاءات القادرة على قيادة السفينة بقوة وأمانة، ولن تعدموا (القوي الأمين) أو (الحفيظ العليم) في صفوف الحركة، بعون الله».

ثم عاد وجدد الرفض مرة ثانية بعد وفاة المرشد الخامس مصطفى مشهور حين عرض عليه مأمون الهضيبي التنازل عن المنصب له إذا ما قبل قيادة الجماعة، واعتبر القرضاوي وقتها أنه قد صار ملكا للأمة كلها بما يمنعه من أن يحصر نفسه في جماعة أو تنظيم ولو كان بحجم وانتشار وتأثير الإخوان المسلمين، ولم يكن القرضاوي يقارب الأمر من منطق برجماتي بقدر ما كان يقدر بدقة موقعه المفترض من الجماعة، ويستشعر التغيرات التي تطرأ عليه وتلزمه.

- قدرة على تطوير العلاقة بالحركة دون صدام:

وقد استطاع القرضاوي الانتقال في علاقته بالتنظيم من موقع التبعية أو الانضباط التنظيمي إلى لعب دور الإلكترون الحر الذي ينتمي إلى الحركة ولكن دون أن يقع أسير منطقها التنظيمي، لذا فقد ظل الجميع يعرفون القرضاوي كواحد من جماعة الإخوان دون أن يسألوا عن موقعه التنظيمي أو وضعيته قبولا ورفضا من قيادة التنظيم، ومع الزمن صار مثل هذا التساؤل يقابل بسخرية إما لأن الإجابة عنه تبدو بدهية أو لأنها صعبة؛ لذلك تحول القرضاوي إلى مرشد لأبناء الجماعة وجمهورها دون سؤال منهم عن موقعه التنظيمي داخلها.

كما امتلك القرضاوي كذلك القدرة على تجاوز الإطار التنظيمي وعقباته ولكن دون الوقوع في مأزق الاضطرار للخروج عليه ومن ثم الاصطدام به، فقد استطاع إنجاز انتقال هادئ من المركز إلى التخوم، ومن التخوم إلى خارج التنظيم بتدرج ودون صدام، لذلك لم يعرف عنه خروج تنظيمي رغم أنه حدث، ولم يتطرق جمهور الإخوان إلى السؤال عن علاقته بالتنظيم رغم أنه خارج التنظيم فعلا، بل ربما اكتشف الإخوان -فيما بعد- أنه من الأفضل عدم إثارة هذا السؤال الذي يسيء لمن يطرحه ولن يترتب عليه أي فعل أو موقف من الرجل إيجابا ولا سلبا.

- الخروج من الإطار التنظيمي دون الخروج عليه

لقد أدى امتلاك القرضاوي لهذه القدرة في صياغة علاقة خاصة مع التنظيم إلى تجاوزه الإطار الإخواني تنظيما وحركة إلى مواقع أخرى لم تكن مفتوحة فيما قبل أمام المدرسة الإخوانية مثلما هو الحال مع تيار السلفية الإصلاحية، فصار القرضاوي مقبولا بل أحيانا مرجعا معتمدا لدى تيار السلفية الإصلاحية في السعودية ودول الخليج، وصارت بينه وبين رموزها صلات قوية كما هو الحال مع الشيخ سلمان بن فهد العودة، وسفر الحوالي، وعائض القرني.. ربما لم يحدث هذا مع شيخ "إخواني" غير القرضاوي، وهو عكس ما جرى -مثلا- مع الشيخ محمد الغزالي رغم وحدة الفكر التي تجمعهما حتى التطابق، ولم يكن مرد الأمر إلى حدة الغزالي وقسوته في نقد السلفية بما جر عليه خصومات، وأشعل بينه وبينها المعارك، بل لقدرة خاصة لدى القرضاوي في إدارة العلاقة مع الفاعلين الإسلاميين بما يجعله قادرا ليس فقط على تجاوز الانتماء التنظيمي وما قد يترتب عليه من إشكالات، بل تجاوز الانتماء الفكري والمذهبي بما يسمح له بتجاوز مظلته التنظيمية والحركية لمخاطبة آخرين من خارجها.


--------------------------------------------------------------------------------

باحث في الحركات الإسلامية


نقلا عن مجلة " الكتب وجهات نظر " المصرية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من هو الدكتور يوسف القرضاوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة إسلام الداعية الأمريكي - الشيخ يوسف إستس -
» فتوي العلامه الامام يوسف القرضاوي في الغناء والموسيقي
» قصيده الراحلون بلا قبور لعبد الرحمن يوسف القرضاوي
» وصيه الدكتور مصطفي محمود
» مصر اللتي تركها ناصر (الدكتور معتز عبد الفتاح )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
elmotamez55 :: المنتدي الاسلامي :: الاســـلامـيات-
انتقل الى: