elmotamez55
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

elmotamez55

مركز المتميز التعليمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
اخبارنا

سيتم بمشيئه الله افتتاح مركز المتميز التعليمي لجميع المراحل مع نخبه من افضل مدرسي المحافظه للحجز والاستعلام 01008328810-01097193003

المواضيع الأخيرة
» برنامج اصلاح الCDROOm/DVD
حتى لا تموت الروح....منال تروى Emptyالسبت فبراير 08, 2014 4:21 am من طرف samo4454

» اعلان مركز المتميز التعليمي
حتى لا تموت الروح....منال تروى Emptyالجمعة ديسمبر 13, 2013 12:59 pm من طرف Admin

» لأول مره علي اي منتدي
حتى لا تموت الروح....منال تروى Emptyالسبت فبراير 09, 2013 12:02 am من طرف luckyomar22

» ya3ny eih montada???
حتى لا تموت الروح....منال تروى Emptyالخميس نوفمبر 01, 2012 10:37 pm من طرف amr

» كل اضحى وانتو طيبين
حتى لا تموت الروح....منال تروى Emptyالخميس نوفمبر 01, 2012 10:30 pm من طرف amr

» كورس بوربوينت 2007
حتى لا تموت الروح....منال تروى Emptyالإثنين أكتوبر 29, 2012 11:27 am من طرف knight

» لقد خدعوا الشعب المصرى .. ابكى يامصر ابكر !!!
حتى لا تموت الروح....منال تروى Emptyالإثنين أكتوبر 29, 2012 11:15 am من طرف knight

» توفير عماله مصرية سائقين طباخين نجارين عمال جميع التخصصات
حتى لا تموت الروح....منال تروى Emptyالأحد أغسطس 12, 2012 3:24 pm من طرف nour2000

» كورس MOS 2007 عربى مجانى
حتى لا تموت الروح....منال تروى Emptyالأحد يونيو 17, 2012 9:58 pm من طرف samehsaad

» امتحانات Icdl 2011
حتى لا تموت الروح....منال تروى Emptyالخميس يناير 05, 2012 8:47 pm من طرف knight

facebook page
https://www.facebook.com/elmotamez55?ref=hl
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ashek el horrya
حتى لا تموت الروح....منال تروى I_vote_rcapحتى لا تموت الروح....منال تروى I_voting_barحتى لا تموت الروح....منال تروى I_vote_lcap 
Admin
حتى لا تموت الروح....منال تروى I_vote_rcapحتى لا تموت الروح....منال تروى I_voting_barحتى لا تموت الروح....منال تروى I_vote_lcap 
amr
حتى لا تموت الروح....منال تروى I_vote_rcapحتى لا تموت الروح....منال تروى I_voting_barحتى لا تموت الروح....منال تروى I_vote_lcap 
knight
حتى لا تموت الروح....منال تروى I_vote_rcapحتى لا تموت الروح....منال تروى I_voting_barحتى لا تموت الروح....منال تروى I_vote_lcap 
lost
حتى لا تموت الروح....منال تروى I_vote_rcapحتى لا تموت الروح....منال تروى I_voting_barحتى لا تموت الروح....منال تروى I_vote_lcap 
Mahmoud Sayed
حتى لا تموت الروح....منال تروى I_vote_rcapحتى لا تموت الروح....منال تروى I_voting_barحتى لا تموت الروح....منال تروى I_vote_lcap 
white
حتى لا تموت الروح....منال تروى I_vote_rcapحتى لا تموت الروح....منال تروى I_voting_barحتى لا تموت الروح....منال تروى I_vote_lcap 
princess
حتى لا تموت الروح....منال تروى I_vote_rcapحتى لا تموت الروح....منال تروى I_voting_barحتى لا تموت الروح....منال تروى I_vote_lcap 
MASRAWY
حتى لا تموت الروح....منال تروى I_vote_rcapحتى لا تموت الروح....منال تروى I_voting_barحتى لا تموت الروح....منال تروى I_vote_lcap 
sweet as rose
حتى لا تموت الروح....منال تروى I_vote_rcapحتى لا تموت الروح....منال تروى I_voting_barحتى لا تموت الروح....منال تروى I_vote_lcap 
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
الساعه
.

 

 حتى لا تموت الروح....منال تروى

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
amr
مشرف
مشرف
amr


ذكر عدد المساهمات : 969
نقاط : 57416
تاريخ التسجيل : 10/12/2008
العمر : 34
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : ضابط حربية
المزاج المزاج : هو فيه أحسن من كده!!
بلدك : مصري
الابراج : الجوزاء


حتى لا تموت الروح....منال تروى Empty
مُساهمةموضوع: حتى لا تموت الروح....منال تروى   حتى لا تموت الروح....منال تروى Emptyالخميس ديسمبر 17, 2009 12:16 am

2 - منال تروي

ذكرت لي فيما بعد في ليالي سمرنا وما أكثرها وأحلاها من ليال ، حين كان يؤنس وحدتنا صوتها الشجي ولم يكن ثمة ( تلفزيون ) أو غيره ، قالت :
كانت المناسبة زواج إحدى صديقاتي ، وكانت من المقربات لي ، وقد دخلت بيتنا فعرفتها أمي ، وكان زوجها صديقا مقربا من أخي عصام ، ولذا اتفقت مع أمي أن نذهب سويا لزيارتها بمناسبة مرور أسبوع على الزواج ، وتقديم المجاملة الواجبة في مثل هذه المناسبات ..
واصطحبت أمي وذهبنا ، وكنا خاليي البال تماما من أي شيء ، لم تعنِ لنا الزيارة إلا المناسبة التي ذهبنا من أجلها ..
وبعد فترة من الزمن ، وكنت أنا وأمي نجلس مع العروس في غرفة نومها ، مع عدد من صديقاتها الأخريات ، وبعد فترة دق باب الغرفة فخرجت العروس تتحدث مع زوجها ، ثم عادت فطلبت من أمي أن تخرج إلى زوجها لأنه يريدها في أمر ما ..
وساد شيء من الارتباك والحيرة حتى لملمت أمي نفسها وخرجت إليه ، وساد الاعتقاد أن الزوج ربما أراد أن يسأل عن شيء أو أن يوصي عروسه بشيء على لسان والدتي ، فقد كانت بطبيعة الحال أكبر الزائرات سنا وأكثرهن خبرة ومعرفة ..
وبعد قليل عادت أمي لكنها كانت متجهمة تماما ، ويبدو عليها التوتر والقلق ، وظلت تنظر إلي نظرات حائرة تارة ومتوعدة تارة أخرى ، وشعرت بعد فترة أن توترها بدأ يزداد من حركة أصابعها التي كانت تدق بها ركبتيها بعصبية شديدة ..
وتوجست خيفة وجالت في خاطري بعض الظنون ، فالزوج هو صديق عصام ، وربما أخبرها عن عصام شيئا لم تحبه ، أو أن عصام أوصاه أن يبلغها بقرار ما ، لم يستطع مواجهتها به فطلب من صديقه تبليغها إياه .. وانحصر تفكيري في عصام ، والحقيقة أنني كنت خائفة ، وكانت حال أمي تستدعي العجلة في إنهاء الزيارة والانصراف لأعرف منها ما يعتمل في نفسها ، غير أن خوفي جعلني أطيل الزيارة خوفا من لحظة الإنفراد بها وهي على هذا النحو من التوتر الشديد .. لكنها أشارت لي ، ولم يكن هناك بد من الانصراف ، وبمجرد نزولنا إلى الشارع سألتني في حدة :
- هل ذكر لك عصام شيئا عن خاطب تقدم لك ؟
نفيت نفيا قاطعا وأنا في غاية التعجب ، وحاولت أن أستزيدها فلم تفصح عن شيء ، ولكنها ظلت على توترها وعصبيتها حتى وصلنا المنزل ، وعندما رأت والدي ابتدرته قائلة :

- أرأيت ما يفعل ابنك عصام !

- سألها أبي في شيء من خوف مفاجئ : وماذا فعل ؟ خيرا إن شاء الله ؟

- قالت أمي في انفعال : لقد تقدم إلى ابنتك منال خاطب هو صديق له ، ولقد رفضه الأستاذ حتى دون الرجوع إلينا ، ولا إليها .. فهي أقسمت لي أنها لا تعلم شيئا عن هذا الأمر ..

- نظر إلي أبي مستفهما ، فأومأت برأسي مؤمنة على كلام أمي ..

عند هذا الحد من الحديث كان لزاما علي أن أنصرف من باب الحياء أو الأدب ، حتى ولو كان الموضوع الذي سيناقش هو من أخص خصوصيات حياتي ، لكن كان علي أن أنصرف ، ولم أتلكأ لقد كنت عند باب غرفتي عندما جاءني صوت أبي :

- ادخلي أنت غرفتك الآن يا منال ..
لعله لم يسمع إجابتي التي غمغمت بها وأنا أغلق باب غرفتي من الداخل .. لكن صوت النقاش الحاد كان مرتفعا وكان يأتيني واضحا من خلف الباب حتى دونما أي تعمد مني للإصغاء ، ولم يكن في الحديث ما يغري بالإنصات خاصة وقد رفض عصام العريس وانقضى الأمر .. حاولت أن أمسك مصحفي وأن أنشغل عن النقاش بقراءة القرآن .. لكنني أخفقت .. ظل المصحف في يدي ، لكن عقلي كان مشغولا بما يسمع من نقاش حاد




2-2-

قالت أمي ملخصة الموقف كله :
- سألني زوج ( فلانة ) هل ابنتكم مخطوبة ، أو في انتظار خاطب معين .. قلت له أبدا .. فقال لي : تقدم لها خاطب عن طريقي وهو يسألني عن شروطكم فيمن يتقدم إليكم .. قلت له شروط عادية جدا .. فقط أن يكون شابا طيبا ومتدينا وعلى خلق ومن أسرة طيبة .. قال لي لماذا إذن رفضتموه وهو به كل هذه الصفات وأيضا ظروفه المادية أفضل حالا مني ؟ وها أنا ذا على يدك يا حاجة قد تزوجت بفضل الله .. أظهرت تعجبي .. فقال لي : إن عصام أخبرني برفضكم لهذا الخاطب ، رغم أنه صديقه ويعرفه جيدا ..
انفعل أبي وهو يستدعي عصام بحدة : ووجه له سؤالا :
- هل تقدم لك أحد أصدقائك لخطبة أختك ؟

- قال عصام بهدوء شديد : ليس الأمر على هذا الوضع .. كل ما هنالك أن ( فلانا ) سألني هل تصلح ظروف صديقنا هذا للتقدم لأختك ، فقلت له إن ظروفه لا تصلح .. كان مجرد سؤال وأنا أجبته حسب رؤيتي وتقديري للموقف ..

- احتد أبي وهو يقول : وهل أنا مت .. حتى تتصرف في شؤون أخواتك على هذا النحو دون مجرد الرجوع لي ولرأيي ؟!

- قال عصام بخجل : ليس الأمر كذلك .. كل ما في الأمر أن ظروفه لا تناسب على الإطلاق ، وهو لا يعتبر تقدم فعلا للخطبة .. وأنا لم أرجع إليكم لأنني أعلم رأيكم مسبقا ..

- احتد أبي قائلا : أظن أن هذا ليس من شأنك وحدك يا عصام .. على أقل تقدير تعطيني فكرة عن هذا الأمر .. هل هو شاب سيء ؟

- على العكس تماما يا بابا هو شاب ممتاز جدا ، دينا وخلقا ومن أسرة محترمة .. لكن ظروفه المادية لا تسمح بمجرد التفكير بالارتباط .. هذا كل ما في الأمر ..

- هل تظنه رأى أختك ؟

- قال عصام بيقين : بالتأكيد يا بابا رآها ، فكيف يخطبها إن لم يرها ! .. ولكن من هذه الناحية اطمئن فلعله رآها مصادفة أو في الطريق إلى البيت ، فهو من النوع الخلوق الذي لا ينظر إلى الفتيات أو يشاغلهن ..

- قال أبي بحزم : ما هي ظروفه بوضوح ؟

- قال عصام ببرود : أبدا لا يوجد شيء .. .. مجرد أنه شاب جامعي وصديق لي ويعمل في محل للبقالة ..

- سأل أبي مضيقا الخناق على عصام : هل عنده شقة ؟

- أجاب عصام في اقتضاب : شقة متواضعة جدا في بيت قديم كان ملكا لجده ، وهي في حارة شعبية ..

- زاد انفعال أبي وهو يقول : أي أن عنده شقة ..

- أصر عصام على موقفه قائلا : شقة متواضعة جدا ، أنا لا أعتبرها شقة ..

- هل رأيتها ؟

- نعم .. ذهبنا للمذاكرة فيها مرة أو مرتين من قبل ..

- هل سيساعده أحد من أهله في أمر الزواج ؟

- تلعثم عصام وهو يقول: إن أمه كانت تعمل بالخارج ، وأظن أنه قال انها وهبت له مبلغا بسيطا من المال ، سوف يعينه على تجهيز شقته ، ويحاول المشاركة في مشروع للبقالة التي يعمل فيها من أجل هذا الهدف ..

- قال أبي محتدا : إذن هو شاب جاد وليس لعوبا يا عصام ..

- قال عصام : أنا لم أقل أنه لعوب ، بالعكس هو جاد جدا ، لكنه غير مناسب .. فهناك عشرات الشباب من زملائنا مثله خلقا ومعدنا ، وأفضل منه بكثير في الإمكانات المادية ..

- لكن أحدا من هؤلاء لم يتقدم لخطبة أختك ، وصديقك هذا هو الذي تقدم ، والواجب يا بني في هذه الحالة ، أن نجلس معه ونناقش الأمر ، وأن نستطلع رأي صاحبة الشأن ..
كانت أمي تجلس صامتة حتى هذا الجزء من الحوار ، ولكنها تكلمت أخيرا :
- صحيح يا أبا عصام .. أن عصام أخطأ بعدم استشارتك ، ولكن هو أدرى بظروف صديقه ، وطالما لا يراه مناسبا ، فأعتقد ...

قاطعها أبي قائلا بحسم من لا يقبل المناقشة في الأمر :
- أظن أن من حقي أن أراه وأن أجلس معه .. هو لن يجبرني على الموافقة على الزواج من ابنتي .. ولكن من واجبي كأب أن أكوّن فكرة عن هذا الشاب .. ولا تنسِي أن رأي عصام مهما كان صوابا ، فإنه لابد يفتقر إلى خبرة الأب ..

صمت أبي لحظة ثم استدعاني رافعا صوته بالنداء ..
كنت على أتم الاستعداد للخوض في هذا الحوار الذي لم يكن يسعدني كثيرا ، لكنه استفزني أكثر من أي شيء ..
فمن أعطى الحق لأخي عصام أن يتصرف في شؤوني بهذه البساطة ؟
وكيف له أن يقرر من الذي يناسبني ومن الذي لا يناسبني ؟
ثم على أي أساس وأي مواصفات وشروط تلك التي يفضل بها رجلا على آخر ؟
أعلى أساس المال وحده يفعل ذلك ؟
ومن قال له إنني أقيم للمال أي وزن أو اعتبار من حيث المبدأ ؟

كانت عشرات الأسئلة تغلي في نفسي ، ومع ذلك تثاقلت عندما استدعاني أبي ، وأخذت أمشي إليه على مهل مبدية شيئا من الحياء مشوبا بعدم الرضا عن كل ما حدث .. اتخذت مكاني في المجلس .. فابتدرني أبي سائلا :

- هل سمعت ما قاله أخوك عصام ؟

- قلت على استحياء : سمعت جزءا من الحديث ..

- وما رأيك أنت ؟

- أنا أترك الأمر لك يا بابا

- هل توافقين على شاب بمثل هذه الظروف التي ذكرها عصام ؟

- أجبت مستنكرة : أية ظروف يا بابا .. كل ما سمعت منه أنه شاب مستقيم وذو خلق ..
- قال عصام محتدا : لكنه لا يملك أي مقومات مادية للزواج .. والزواج كما تعلمين ، ليس أخلاقا حميدة فقط ، و.. ولكن له متطلبات للحياة والمعيشة ..

- أعطاني تدخل عصام فرصة للتنفيس عما يجول بخاطري فقلت بحدة : إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ، والمال في النهاية هو ملك لله يؤتيه من يشاء .. فليس مما يعيب الرجل أن يكون فقيرا في ماله ، وإنما ما يعيبه أن يكون فقيرا في دينه أو أخلاقه ..

نظر أبي إلى كل منا على حده .. ثم قال بحسم :
- أنا سأقابل هذا الشاب لأتعرف إليه بنفسي ، وعليك يا منال أن تنسي هذا الموضوع حتى أخبرك عن رأيي فيه .. وأنت يا عصام عليك أن تحدد له موعدا ليقابلني فيه ..
- تلعثم عصام وهو يقول ساخطا : ولكني أبلغته برفضنا لهذا الأمر .. فكيف أذهب إليه ...

- قال أبي محتدا : هذه مشكلتك أنت .. أنت الذي أوقعت نفسك فيها ، وعليك أن تخرج نفسك بطريقتك .. لكن عليك أن تحدد له موعدا ..
بهذا الحزم أنهي أبي النقاش .. وأدركت من نظرات عصام الحانقة ، أننا على مشارف قطيعة قد تطول ، ولم يكن هذا أوانها .. أنا التي كنت غاضبة منه .. لكني تحاملت على نفسي لأكلمه .. لعلي أظفر منه ببعض التفاصيل عن هذا الخاطب .. لم يزد أن ذكر لي اسمه من بين أسنانه .. وأضاف أنه زميله في الكلية .. ثم قال حانقا : كنت أنتظر أن تؤيدي وجهة نظري .. فكيف لشاب بهذه الإمكانات أن يتقدم لخطبة بنات الناس ؟
- كدت أنفجر فيه ، لكنني تمالكت نفسي ، وقلت له : وأنت يا عصام ألست في ظروف أسوأ منه ، فمتى تخطب إذن ؟

- قال بحزم : ولذلك أنا لا أفكر في هذا الأمر الآن .. ليس قبل أن أسافر إلى الخارج ، وأكوّن نفسي ، وأكون جديرا بأن أتقدم لمن أريد ..

- قلت في سخرية : وعندها تختار من اشتريت لها الأثاث ، والأجهزة .. أو قد تشتري العروس التي تتناسب مع ما تقتنيه من أجهزة .. أما أنا فحلمي يا عصام أن أشارك شريك حياتي تأسيس بيتنا خطوة ، خطوة ، وأن أشعر أن كل ما نقتنيه هو ملك لنا معا ، وأنني شريكة فيه .. سوف أتعب معه .. فعلا .. أنا متأكدة من ذلك .. ولكن كل ركن في بيتنا سيكون سعيدا لأنه جاء من كفاحنا معا ..

نظر إلي عصام مستنكرا ، أو لعله مستهجنا .. وتركني وتحرك نحو باب غرفته فأغلقه خلفه بعنف ، دون أن ينبس بكلمة واحدة ، وعندها أدركت أن قطيعة طويلة قد بدأت ..



2-3-

كان عصام صديقي كما هو شقيقي ، وكثيرا ما غطيت في البيت على مغامراته .. وكنت آنس في الحديث معه ، كما كنت في أشد الحاجة إلى الاستنارة برأيه ، فهو كذلك الذي يعرف ذاك المتقدم لخطبتي .. لكن المسالة في النهاية مسألة مبدأ .. ولقد انتصرت في الخطوة الأولى .. لقد أرسيت مبدأ أن المادة ليست هي العنصر الأول ولا هي العنصر الأهم .. لكنني تساءلت : هل يكون رجلنا ذاك ممن يستحقون القتال من أجلهم ؟ أم أنه يكون غير ذلك ؟
أمام هذا السؤال توكلت على الله ، واعتمدت على حيلتي ، فإذا كان عصام قد قطع عني خيط المعلومات ، واكتفي بمقاطعتي ، لاختلافي معه في أمر من أخص خصوصياتي ، فقد لجأت إلى صديقتي ( سهير ) ، كانت خريجة نفس كلية عصام .. ذهبت إليها وسألتها عن اسم ذاك الشاب .. كانت الحروف تخرج من فمي متلعثمة ، ووجنتاي قد احمرتا حتى صارتا لون الدم .. وشعرت بحرارة شديدة في أذني .. ونظرت إلي ( سهير ) بكل ما يمكن أن تنظر به فتاة إلى صديقتها في مثل هذه الحالة ، من خبث ، وإشفاق ، ودهاء .. ثم علت ضحكتها حتى أنارت وجهها كله ،وهي تتساءل :
- إذا فقد وقع ؟

- تجاهلت سؤالها متغابية ، وكررت سؤالي لها : هل تعرفينه ؟

- قالت وعيناها تبرقان من السعادة : وكيف لا أعرفه وهو من أفضل الشباب في الكلية ، وهو بالمناسبة صديق عزيز لأخي ، وهو كذلك من أعز أصدقاء خطيبي ..
ثم جذبتني من ذراعي ، نحو غرفتها ، ثم قالت انتظري لحظة .. عند أخي في ألبومه بعض الصور له .. سأريك إياها .. وقبل أن أرفض أو أوافق ، وقد وجدت نفسي في موقف حرج ، وقد غلبني الحياء تماما ، كانت قد انصرفت من الغرفة .. كنت بيني وبين نفسي في غاية الحياء ، غير أنني وبعد سماع شهادتها تلك ، في غاية الشوق واللهفة لرؤية صورته ، ولتكوين فكرة عامة عنه ..
بعد قليل عادت سهير وقد أخرجت بعض الصور من ألبوم أخيها ، وأشارت إليه في أكثر من صورة .. لم تكن كلها صورا واضحة ، فقد كانت صورا جماعية بين حشد من الطلاب ، أو الأصدقاء .. كل ما لاحظته بوضوح هو نحافته الظاهرة .. لم أبدِ رأيا ، وتحججت بان الصور غير واضحة .. لكنها لم تنس أن توصيني به خيرا ،
وقالت لي مداعبة :
- أرجو ألا تغاري من اهتمامي به ، فهو أصغر سنا مني وأنا أعتبره أخي الأصغر .. ولقد كانت تتراهن عليه فتيات من الكلية ، ولقد أرسلت له تحذيرا مع شقيقي لحمايته من حبائلهن .. لقد كان نشطا جدا في العمل الطلابي ، حتى أطلق عليه زملاؤه وكذا الموظفون بها : لقب ( الزعيم ) ، وأهم ما يميزه حديثه إذا وقف خطيبا في مجموعة من الطلاب ، فله قدرة غير عادية على اكتساب التعاطف ، والتأثير في مستمعيه ...
بين صلاة الاستخارة وبين استشارة صديقتي .. انشرح صدري مبدئيا لذلك الشاب .. غير أن بيني وبين معرفته خطوات كثيرة أهمها رأي أبي ، وهو وإن كان قد أبدى امتعاضا مما فعله عصام ، وهذا الامتعاض راجع في المقام الأول لأنه تجاهل رأي أبيه ، فأخذ المسألة مسألة كرامة وإثبات وجود ، إلا أن رأيي أبي لن يقل عن رأي عصام تعسفا من الناحية المادية ، فهو لن يرمي ابنته .. كما هو شائع في المجتمع ، ولابد أن يشترط شروطا مادية ستكون تعجيزية ولا شك لشاب في مقتبل حياته ..
فيما بعد عرفت من وضع درج خزانة ملابسي أنه قد فتح في غيابي ، وفتشت فيه فلم أجد شهادتي الجامعية ، وتوقعت أن عصام قد جاء يبحث عن صورة لي فلم يجد ، حيث أنني لا أحب الصور ، ولا ألجأ إلى التصوير الفوتوغرافي إلا في الضرورات للأوراق الرسمية ، إذن فإن خاطبي ، لم يرني ، كما انني لم أره ، وأنه سوف يتعرف علي من خلال صورة ! وللعجب ! فإن صورتي الموضوعة على الشهادة الجامعية ، هي قديمة جدا كذلك ، لقد كانت صورتي وأنا في الثانوية العامة !!!
تركت درجي وتساءلت : أي خاطب هذا الذي يتقدم لفتاة لم يرها من قبل ؟
هل يمكن أن يكون من هذا النوع ؟
وتعقد جبيني من العجب ، وأنا أتساءل : هل يمكن أن يصدق قولهم : الطيور على أشكالها تقع ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ashek el horrya
مشرف
مشرف
ashek el horrya


ذكر عدد المساهمات : 1129
نقاط : 58118
تاريخ التسجيل : 15/12/2008
العمر : 35
بلدك : مصريه
الابراج : الدلو


حتى لا تموت الروح....منال تروى Empty
مُساهمةموضوع: رد: حتى لا تموت الروح....منال تروى   حتى لا تموت الروح....منال تروى Emptyالخميس ديسمبر 17, 2009 10:42 pm

اعتقد يا عمور لو انت نزلت الحلقات في صوره ردود هيكون احسن
\والروايه هتكون موضوع واحد مهما كترت الردود لان الناس كده ممكن يتوه منها حلقات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amr
مشرف
مشرف
amr


ذكر عدد المساهمات : 969
نقاط : 57416
تاريخ التسجيل : 10/12/2008
العمر : 34
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : ضابط حربية
المزاج المزاج : هو فيه أحسن من كده!!
بلدك : مصري
الابراج : الجوزاء


حتى لا تموت الروح....منال تروى Empty
مُساهمةموضوع: رد: حتى لا تموت الروح....منال تروى   حتى لا تموت الروح....منال تروى Emptyالجمعة ديسمبر 18, 2009 10:21 pm

اوكى يا عاشق عندك حق برده
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amr
مشرف
مشرف
amr


ذكر عدد المساهمات : 969
نقاط : 57416
تاريخ التسجيل : 10/12/2008
العمر : 34
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : ضابط حربية
المزاج المزاج : هو فيه أحسن من كده!!
بلدك : مصري
الابراج : الجوزاء


حتى لا تموت الروح....منال تروى Empty
مُساهمةموضوع: رد: حتى لا تموت الروح....منال تروى   حتى لا تموت الروح....منال تروى Emptyالجمعة ديسمبر 18, 2009 10:23 pm

2-4-

أعرف أن الشباب مهما كان مستوى فكرهم ، ينجذبون إلى الفتيات من خلال الجمال والمظهر ، فكيف لشاب لم ير فتاة أن يتقدم لخطبتها ، ومن أين له بصفاتي ؟ أو من أين سمع عني ، حتى يغامر هذه المغامرة ؟

انشغلت بهذه الأفكار فترة من الزمن ، شغلتني عن انقضاء الأيام حتى الموعد الذي ضربه له أبي لمقابلته .. لكنني كنت أكثر لهفة لرؤية هذا الشاب الغريب في تفكيره ، وتأكدت بعد ذلك من أن شهادتي الجامعية كانت مع عصام ، عندما فتشت درجي في اليوم التالي فوجدتها تحت بعض الأوراق ..
لم أكن في وقت ما أكثر حنقا على عصام ، من حنقي عليه في هذه الأيام .. كنت في حاجة ماسة إليه .. إلى الحديث معه .. إلى الاستئناس برأيه .. إلى أن يحدثني حديثا مطولا عن صفات هذا الشاب ، وعن طريقة تفكيره ، ولماذا اختارني أنا على وجه التحديد ليتقدم لخطبتي .. عشرات الأسئلة ، لم يكن يعلم إجابتها سوى عصام .. لكنه قاس جدا في غضبه ، وقاس جدا في قطيعته وخصامه ..
هممت أكثر من مرة أن أكسر حاجز الصمت بيني وبينه .. لم يطاوعني الحياء ، ولم أكن رغم حاجتي إليه قد خف حنقي عليه بسبب تصرفه في شؤوني دون مشورتي ..
ألست أنا روحا وكيانا وإنسانا من حقه أن يتخذ قراراته بنفسه ، أو على أقل تقدير يشارك في اتخاذها ؟
أم أنا طفلة بلهاء يقررون لي ما يحلو لهم ؟.. وتذكرت اقتراب الموعد الذي ربما قرر بناء عليه أبي مصيري دون الرجوع إلي ..
لكن يحسب لأبي على كل حال ، أنه رد لي اعتباري أمام عصام ، وأنه أصر على رؤية الشاب بنفسه ..

جاء الموعد ، وجلس أبي مع ضيفه فترة طويلة من الزمن ، كانت بالنسبة لي دهرا كاملا .. وحاولت أن أتشاغل ، وهرعت إلى غرفتي وأمسكت بالمصحف ، وحاولت عبثا أن أتلو بتمعن وخشوع .. لكنني وجدت نفسي بعد لحظات واقفة أصلي .. لم تكن صلاة استخارة ، لقد كانت صلاة حاجة ، لقد دعوت الله تعالى أن ييسر لي قضاء هذه الحاجة .. لقد أحببت هذا الشاب .. لم أره ، ولم أعرف عنه الكثير .. كلها خطوات على الطريق .. امتداح عصام لأخلاقه وتحفظه على إمكاناته .. نور يشع من وجه ( سوسو ) صديقتي الحبيبة ، وهي توصيني به خيرا ..
لكن هناك أشياء أبعد من ذلك تجذبني إليه تشعرني أنه هو صاحبي الذي أنتظره .. هو الطيف الذي ظل يتشكل في كياني منذ سنوات ..
طريقة تفكيره ..
إقدامه على الخطبة من فتاة لم يرها ولا يعرفها ..
محاولته الخطبة في مثل ظروفه المادية ..
لابد أنه شاب غير عادي .. دعوت ورجوت الله أن يوفقني للخير .. وشعرت في دعائي بالخشوع ثم بالسكينة ، ونسيت ، ولأول مرة منذ الصباح ، انقضاء الوقت ، وانشغلت حقيقة عن لقاء أبي به .. حتى نادتني أمي لبعض شؤونها ، فكنت في الصالة عندما انصرف وعاد إلينا أبي .. عرفت من وجهه الذي كان متهللا .. أنه سعيد أو على الأقل مرتاح ..
اقترب مني أبي واحتضنني وقبلني على وجنتي ، وبين عيني ..
كان السؤال يكاد يقفز على لساني ، أجابه أبي قبل أن أنطق به :
- شاب جيد يا منال .. جعله الله من نصيبك ..
كنت في لهفة إلى التفاصيل .. وأقبلت أمي متهللة ومتحفزة ، كل عضو من أعضائها ينطق بالأسئلة ، ولجأت إلى غرفتي .. إلى وسادتي أحتضنها ، وصوتهم يأتيني من خلف الباب الذي تغافلت عن إحكام إغلاقه ..

أمي تسأل بلهفة وأبي يجيب :
كل الذي عرفته من حديثهم : أنه شاب جيد واثق من نفسه ، طموح ، غير خجل من إمكاناته ، له نظرة إلى المستقبل وإلى الحياة ، يبدو أن وضع أسرته وأهله جيد جدا ، لكنه يقدم نفسه قائلا ها أنا ذا .. لا يحب الاعتماد عليهم كثيرا ، رغم أنهم بما شعرت من حديثة نقطة هامة لصالحه تماما ، فمثل هذه الأسرة لن تترك ابنها يتعثر ..

لم أسمع إلا هذا القدر من الحديث ، ووجدت نفسي ألجأ إلى نافذة غرفتي ، أفتحها ، وأنظر إلى السماء عبر سواد الليل ، وألق النجوم ، وأشكر ربي ، وانسابت دموع غزيرة على وجنتي ، وحمدت الله كثيرا ، ووجدت نفسي أردد في نغم عذب كأنه صادر من كائن آخر غيري :
أسبح ربي مثل الطيور وأهتف باسم إله كبير
أرى كبرياء بلون السماء وومض النجوم وبعد المسير
وفي شفق مشفق كالجراح يذكر من أبصروا بالسعير
وحين يساق السحاب الجواد ليحي في الأرض موتى القبور
وفي الشمس لفت بظل الحياء تنادي الأحبة عند البكور
أسبح ربي مثل الطيور وأهتف باسم إلــه كبير
أرى كبرياء بلون السماء وومض النجوم وبعد المسير

ثم تساءلت : إذا كان هذا هو رأي أبي ، وهو من عرفته حريصا متشككا ، فماذا يمكن أن يكون رأيي أنا فيه عندما أراه ؟ ..

لم أدر على وجه التحديد ماذا كنت أفعل في هذه اللحظات .. ربما دمعت عيني كثيرا ، وربما حدثت نفسي بصوت مرتفع .. لكني حمدت الله كثيرا جدا أن شقيقتي لم تكن بالغرفة ، وأنها حينما جاءت كنت قد تمالكت نفسي ، ومسحت دموعي بطرف ثوبي ، وعاد إلي بعض اتزاني .. أقبلت أختي فقبلتني وهي تقول :
- مبروك يا منال .. بابا يقول أنه شاب جيد ..
-
- وقبلت أختي بحب ، ودعوت لها بصدق : بأن تلحق بي عما قريب ..

- لكنها عادت فذكرتني .. باق في الأمر خطوة مهمة .. هي لقاؤكما معا .. عصام يقول أنه بالتأكيد رآك من قبل .. لكن المهم رأيك أنت فيه ، ربما لم يعجبك ..

كادت كلمة تخرج من فمي ، أمسكتها في اللحظة الأخيرة ..
أنا متأكدة أنه لم يرني بعد ، كما أني متأكدة أنه سيعجبني ..
لقد أعجبني فعلا ..
روحه أعجبت روحي ..
لقد تلاقت الأرواح ..
وعندما تتلاقى الأرواح ، فليس للأجساد قيمة أو أهمية ..
كنت بالطبع أحادث نفسي ، وهيهات أن أصرح بهذه الخواطر إلا له يوم يصبح أهلا لهذا الحديث ..
لم أنم ليلتي .. كان ذهني مشغول بأسئلة تلح عليه بقوة :
هل تراه أهلا لهذه المشاعر ؟
هل هو فعلا حلم حياتي الماضية ؟
وأمل حياتي المقبلة ؟؟

2-5-

كانت لي تجارب سابقة .. كانت التجربة الأهم فيها مؤلمة شديدة الإيلام ..
لقد تقدم لخطبتي على مدار سنوات دراستي الجامعية بعض الشباب ، كانوا في الغالب يأتون عن طريق شقيقي عصام وهاني ، وكان يتم إثناؤهم عن عزمهم هذا بلطف ، كان المبدأ السائد في الأسرة أنه لا ارتباط ، ولا تفكير في ارتباط ، إلا بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية ..
وبعد الانتهاء من الدراسة مباشرة تقدم لخطبتي ، شاب كان ابن صديق لوالدي ، وكان فيما يبدو شابا ميسور الحال المادي ، كما ذكروا لي عنه أنه صاحب خلق ودين .. لكنَّ صفاتٍ أخرى ، ذكرت لي عنه ، جعلته بعيدا عن أحلامي في رفيق الحياة ..
وأمام إصرار من أبي ، وإلحاح دائم من أمي ، وموافقة مبدئية من عصام ، وحيادية كاملة من هاني .. كان لابد أن أراه .. ولقد رأيته ، فاعتذرت لأهلي في إشفاق وخجل ..
ولأنها كانت التجربة الأولى ، فلم يحاول أحد أن يضغط علي .. وتركوا لي القرار الأخير ، واعتذروا للشاب في أدب ورقة ..

ثم تقدم لي خاطب ، كان من جيراننا ، وكان وثيق الصلة بشقيقي عصام ، كان من أعز أصدقائه ، كان هذا الشاب كما كان يروي لي شقيقي ، زعيما دينيا وسياسيا بكليته بالجامعة أثناء الدراسة ، وكان حديث عهد بالتخرج ..
تقدم هذا الشاب لخطبتي ، ولا شك أنه قد رآني بطريقة أو بأخرى بحكم الجيرة السكنية ..
ولقد أكبرت فيه أن يختارني ، وأن يختار أسرتي للارتباط بها ..
ولم تكن حالة هذا الشاب ميسورة من الناحية المالية ، وكان في مقتبل حياته العملية .. وضح تحفظ عصام على هذه الخطبة منذ البداية ، لكنه بحكم صداقته الوثيقة جدا به ، لم يكن أمام عصام مفر من أن يعرض الأمر على الأسرة ، وأن يضغط في سبيل إتمام هذه العلاقة مع صديق عمره ..
ولا أفشي سرا ، إن قلت أنني كنت قد سمعت عن هذا الخاطب كثيرا على لسان شقيقي عصام ، وأحيانا على لسان هاني ، وهذا بعكس ما يحدث مع عماد الآن .. إلا أنني لم أكن قد رأيته ..
وأذكر أن الأسرة بعد المداولة والأخذ والرد ، قد قررت رفض طلب هذا الخاطب لظروفه المادية المتعثرة ..
وبدأت أنا أمارس ضغطا كبيرا على أمي ، وكنت أؤمن بمبدأ أن الفقر ليس عيبا ، وأن الرجال لا يقدَّرون بإمكاناتهم المادية ..
وظللت ألح على أمي ، ولم أكن قد علمت بالرد الذي وصل لهذا الخاطب المتقدم .. لكن محاولاتي المتكررة في إقناع أمي ، والإلحاح عليها في إعادة فتح الموضوع مع أبي .. أثمر أخيرا ، فقرر أبي أن يرسل عصام لاستدعائه لمقابلته ، والتفاهم معه ..
ربما كان نفس السيناريو الذي يحدث مع عماد الآن يتكرر بصورة كربونية ..
وحدث أثناء هذه الفترة أن الهواجس كانت تنتابني .. كنت أحارب من أجل تثبيت مبدئي في اختيار شريك حياتي .. أن المادة لا قيمة لها ولا اعتبار ..
ومع ذلك شعرت بالاضطراب والقلق .. فرغم أن الشاب المتقدم لخطبتي جار لنا ، وأسرته معروفة لأسرتنا جيدا ، ومع ذلك فقد كنت أستشعر نفور أبي ، نفورا يتجاوز قضية الإمكانات المادية !!
وهرعت إلى ربي في صلاة استخارة دعوته فيها أن يلهمني الصواب ، وأن يختار لي الأصلح لحياتي وآخرتي ..
ولقد نمت على وضوئي بعد صلاة الاستخارة فرأيت رؤيا عجيبة ، حتى أنني استيقظت من نومي منقبضة الصدر ، متوترة الأعصاب ..
لكنني لم أبح برؤيتي لأحد .. كنت في أعماق نفسي مصرة على أن أخوض التجربة إلى نهايتها ..
لقد رأيت في الرؤيا ، أن أحدهم يقدم لي ثوبا .. كان الثوب جميل المنظر .. فضفاضا واسعا بشكل عجيب ، فأغراني منظره واتساعه ، وشعرت أن هذا الثوب سيسترني تماما ، فارتديته ، وما لبثت أن عرفت أنه رغم اتساعه ، فهو ثوب شفاف كالزجاج المصقول ، لا يستر جسدي بل يفضح عوراته ..

كانت الرؤيا مقبضة للنفس ، مؤرقة للروح ، لكنني رفضت استلام الإشارة .. ومضيت في التحدي الكبير ، ولم أكن أدرك أنني أتحدى ذاتي ، قبل أن أتحدى أي شخص آخر ..
لقد ذهب عصام ، واستدعى ذلك الشاب لمقابلة أبي ، فما كان من الشاب في أول لقائه بأبي إلا أن قال له في برود :

- إنني علمت يا عمي أنني مرفوض بالنسبة لكم نظرا لظروفي المادية .. والحقيقة أنني فكرت في الأمر ، ووجدت أن معكم حق .. فظروفي الآن غير ملائمة للارتباط ، فقررت أن أرجئ هذا الأمر حتى تتحسن ظروفي مستقبلا .. وقد عزمت على ألا أفكر في موضوع الزواج في الوقت الحالي .. ولولا أن صديقي عصام جاءني ، وطلب مني أن أعيد المحاولة ، وألح علي في لقاء حضرتك .. ولولا أنني فهمت منه أن نساء البيت قد ألححن عليه في ذلك .. فما كنت سأحضر لمقابلتك ، ولكنني حضرت من أجلهن ، ولرغبة ابنتك منال في ذلك !!

وظل أبي ينظر إلى ذاك الشاب صامتا شاردا .. كانت عيناه تحملقان فيه دون أن يراه ، ظل على هذا الوضع فترة من الزمن .. ثم نهض دون أن ينبس بحرف واحد .. ودخل إلى الشقة ، وبحث عن عصام ، وقال له بهدوء مميت :
- اذهب يا عصام فاصرف صديقك ، بأي وسيلة تراها مناسبة .. لكن لا تدعه يقابلني مرة أخرى !!

ثم دخل أبي غرفته وأغلق على نفسه الباب ، وظل منفردا بوحدته يومين كاملين لا يكلم فيهما أحدا من أفراد الأسرة ، ولا يتناول فيهما زادا إلا ما كانت تلح عليه به أمي إلحاحا شديدا ، وظل لا يخرج من غرفته إلا إلى صلاة أو قضاء حاجة ..
وبعد محاولات مضنية من جانبي استطعت في نهاية اليومين أن أقطع عليه عزلته ، فدخلت عليه وقبلت كفه ورأسه ، واستحلفته بالله أن يخبرني بسبب حزنه العميق غير المسبوق هذا ..
وقد أجابني بومض الدموع في عينيه .. وقبل رأسي في حنان ، ثم روى لي ما كان من حديث ذاك الشاب معه ..
وظللت أبكي ، لقد كدت أنهار تماما ، وقد خاب أملي خيبة شديدة قاتلة في هذا الشاب ..
لكن سرعان ما ثبت إلى رشدي ، وتذكرت الإشارة التي أرسلها لي المولى عز وجل ، ولكنني رفضت استقبالها في حينها ، فكانت العاقبة قاتلة تماما لكرامتي وكرامة أسرتي !!
لقد تكرر نفس السيناريو من جانب أسرتي مع عماد ، رفض وإعراض ، ثم قبول على مضض ، ودعوة للقاء ..
لكن شتان بين مقابلة أبي الأولى التي كسرت نفسه ، وبين اللقاء الثاني الذي أبهجه وأدخل عليه البشر والسرور !!
كنت ألمح في عيني أبي ، وأنا أخوض معركتي مع الأسرة للمرة الثانية على إقرار مبدأ : المادة آخرا وبعد كل شيء ..
كنت ألمح عتابا يذكرني بتجربتي الأولى ، وبطعنة قاسية طعن بها أبي في كبريائه .. حتى كدت أستسلم ، وأترك الأمر لهم يقررون فيه ما شاءوا ..
لكن بقية من عزم وإصرار ، وأمل في أن الله تعالى لن يضيع فتاة حالمة ، متوكلة عليه كل التوكل مثلي .. فمضيت في الطريق ، وأنا أتحسس قلبي بيدي مع كل خطوة أخطوها ..
لكن الإشارات هذه المرة ، لم تكن مقبضة ، ولا متوترة .. كانت كشدو الطيور في بكورها ، وكشروق الشمس حين يتنفس الصبح بأنفاس ربانية رائعة ، وهو يهمس في أذن الكائنات :
الليل ولى لن يعود وجاء دورك يا صباح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amr
مشرف
مشرف
amr


ذكر عدد المساهمات : 969
نقاط : 57416
تاريخ التسجيل : 10/12/2008
العمر : 34
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : ضابط حربية
المزاج المزاج : هو فيه أحسن من كده!!
بلدك : مصري
الابراج : الجوزاء


حتى لا تموت الروح....منال تروى Empty
مُساهمةموضوع: رد: حتى لا تموت الروح....منال تروى   حتى لا تموت الروح....منال تروى Emptyالجمعة ديسمبر 18, 2009 10:25 pm

3-3-



تحدث معي حديثا جريئا حادا ، لا في نبرته ، وإنما في فكرته وآرائه حول الأثاث ، والشقة ، والأحلام ، وأنه يفضل الكفاح المشترك عن تقديم كل شيء لفتاة بعد أن يفقد الرجل حماسه وعاطفته ، ولا يقدم لفتاته سوى المادة ، والمادة فقط ..
وانتقل بالحديث عن اعتقاده بأن المال لا يصنع سعادة ، مشيرا إلى أنه لو أراد السفر العاجل لتحقق له ذلك وبشروط مقبولة ، لكون له قريب مقيم في الخليج منذ سنوات طوال وهو يلح عليه بالسفر إليه ، ولكنه يأبى هذا المنطق ..
يسافر .. ربما .. فليس هناك ما يمنع من الفكرة نفسها ، لكن يوم أن تكون معه رفيقة حياته ، فهي رفيقة الكفاح كما هي رفيقة السعادة .. وانتقد الذين يضيعون أعمارهم وراء فخامة ستائر النوافذ ، وألوان الحوائط ونوع الطلاء الموضوع عليها ، رغم أن فخامة الطلاء وفراهة الأثاث ، لا تصنع سعادة ولا تجلب حبا .. ربما أثارت إعجابا وعجبا عند أول مرة تراها العين ، ثم سرعان ما تصبح شيئا عاديا مألوفا من مكونات الحياة .. أما الحب والعاطفة فهما اللذان يصنعان السعادة ، ويصنعان الدفء ، ويصنعان الأمان ، ويصنعان الحياة ..
كان يحدثني بما يعتلج في صدري ، وأدركت من أول وهلة أنه رومانسي وعاطفي جدا ، لأنه لم يفتأ يتحدث عن هذه الكلمة دون خجل أو مواربة ، أو حتى مراعاة لوجود عصام معنا ، وما فتئ يقارن بين العاطفة وبين المادة ، حتى ظن عصام أنه يستمع إلى ( تشي جيفارا ) ، أو غيره من كبار دعاة اليسارية ، وأنه ينوى أن يسكنني في كوخ وأنه سيكتب فوقه : كوخ الحب .
فتدخل عصام في الحديث مستدركا :

- ولو أن هذا لا يمنعك من طلاء شقتك .. العاطفة شيء جميل ، لا خلاف على ذلك ، ولكن أيضا قد لا توجد العاطفة أساسا إذا كان الزوجان يعيشان في بيت من الطوب الأحمر !!
وضحك عصام ، فضحك ..
وكانت فرصة لي لالتقاط أنفاسي المبهورة .. لقد بهرت به .. ولقد تعودت عيناي على جو الغرفة ، وربما أدركت بعد فترة أنه لم يكن هناك أي شيء غير عادي في ضوئها ، لكن النور الذي أشرق في عيني ، إنما أشرق في قلبي ونفسي ، وكأنها إشارة من الله تبارك وتعالى أنه أملي الذي انتظرته طويلا ، وإن كنت قد رددت قبله عددا من الخطاب لم يبهر عيني نور استقبالي لهم ، ولم يبهر أذني وقع أصواتهم ، ولم يبهر عقلي أثر حديثهم .. أدركت أن هذا الشاب مختلف ..
وأحببت لو أني أسأله سؤالا واحدا فقط .. سؤال واحد بدا لي أنه الحاسم تماما في هذا الأمر .. لكني ، لم أجرؤ على التفوه به ..
وأمسكت لساني ، ويبدو أن علي من الآن فصاعدا أن أتمرن جيدا على امساك اللسان ، وكبت المشاعر .. وإلا لأصبحت فترة الخطبة كارثية تماما ، لما يمكن أن يحدث فيها .....
وانتهى اللقاء الأول ، لكن أثره لم ينتهِ من قلبي ، ونوره لم ينطفئ في روحي .. وحاولت جاهدة أن أخفي حقيقة مشاعري خلف قناع جامد من التجهم ، ولإشعار من حولي بأنني غارقة في تفكير عميق قبل اتخاذ قراري الأخير
الحلقات القادمه : 4- شهادتي عن اللقاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حتى لا تموت الروح....منال تروى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حتى لا تموت الروح .....روايه
» حتى لا تموت الروح....من هو العفريت؟؟؟
» حتى لا تموت الروح..... الجزء الثانى (شقاوة شباب)
» غربة الروح !!!!!
» الروح والقلب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
elmotamez55 :: المنتدي العام :: اراء القــــــــراء-
انتقل الى: