فكيف نُحطم حجر القسوة الذي على القلوب؟
أولاً: الخوف المُزعج والشوق المُقلق ..
قال بعض السلف: "خلق الله القلوب مساكن للذكر فصارت مساكن للشهوات ولا يمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق"
فلديك إحدى الخيارين لتعالج قسوة قلبك؛ إما أن تدخل علي الله من طريق الرجاء والحياء فتصير مُشتاقًا له عز وجل .. أو من طريق الخوف المزعج فتُخرج الدنيا من قلبك بالخوف ..
.....هناك أربعة أشياء لعلاج قسوة القلب، ....
بنا اخى الكريم نتعرف عليها و نسأل الله تعالى ان يعيننا على تطبيقها
ذكر القرطبى في كتابه "التذكرة" :: أربعة اشياء لعلاج قسوة القلب
1) الإكثار من حضور مجالس الوعظ .. أي أن تستمع إلى دروس ومواعظ تُذكرك بالدار الآخرة والحساب لكي تُرقق قلبك حتى لا تُلهيك الدنيا.
2) كثرة ذكر الموت .. أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بكثرة ذكر الموت، فقال "أكثروا من ذكر هادم اللذات " [رواه البخاري] .. حتى لا تدخل الدنيا إلى قلبك فتُفسد علاقتك بالله.
ومما يُعينك على ذلك أن تكتُب وصيتك الشرعية وتقرأها كثيرًا، حتى تشعر إنك ستموت فعلاً فتُعِد العُدة لذلك فيرقّ قلبك.
3) رؤية المحتضرين .. كزيارة أصحاب الحالات الحرجه فى المستشفيات وخاصةً أقسام الأورام والحروق .. نسأل الله العافية. وقتها ستعرف معنى سكرات الموت فيرقّ قلبك.
فإن لم تُزل هذه الأمور الثلاث أي قساوة من القلب،
فلا يتبقى سوى زيارة القبور ..
4) زيارة القبور .. النبي صلى الله عليه وسلم قال "كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها ترق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة ولا تقولوا هجرا" [صححه الألباني في صحيح الجامع، رقم(4584)]
قمّ بزيارة قبر ليلاً، وتخيل نفسك مكان صاحب هذا القبر ..
فهنا ستسكن فى هذه الظلمة وستكون وحدك فما ينفعك غير عملك.
النبي صلى الله عليه وسلم وقف علي القبر فما زاد علي كلمتين قال "يا إخواني! لمثل هذا فأعدوا" [رواه بن ماجه وحسنه الألباني] .. ثم بكي صلى الله عليه وسلم.
________________________________________
ثانيًا: تلاوة القرآن ..
فهو من أعظم أسباب علاج قسوة القلب .. لاسيما قراءة آيات الوعيد، مثل " سورة ق" .. وعليك أن تنوي حين قرائتك في المُصحف تلك النوايا لكي تداوي قلبك:
أولاً: أن تُسكب في قلبك محبة الله .. فقد قال صلى الله عليه وسلم "من سره أن يحب الله ورسوله، فليقرأ في المصحف" [حسنه الألباني في صحيح الجامع، رقم(6289)]
ثانيًا: أن يكون سببًا لوصل الإنقطاع الذي بينك وبين الله عز وجل .. النبي صلى الله عليه وسلم قال "أبشروا، فإن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تهلكوا ولن تضلوا بعده أبدا" [صححه الألباني في صحيح الجامع، رقم(34)]
قال تعالى في حال بني إسرائيل {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ..} [البقرة: 74]
أليس هذا حال قلوبنا؟!
فأنت بحاجة لعمل فذّ كبير له قوة تفجير الأنهار للأحجار لكي يُحطم القسوة من على قلبك .. وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ [البقرة: 74] .. كأن تتصدق بصدقة كبيرة أو تختم ختمة في فترة قليلة لم تفعلها من قبل، أو تُكثر من الذكر كسيدنا أبي هريرة رضي الله عنه الذي كان يُسبح إثنى عشرة ألف مرة في اليوم، ولطلبة العلم ينتهون من مدارسة كتاب وفهمه وتطبيقه في وقت قصير مثلاً ..
ولمن هم في بداية طريق الإلتزام .. خذ قرارك بعمل فذّ كبير تلقي الله تعالي به ..
كترك الأغاني أو صُحبة السوء أو إرتداء الحجاب الشرعي ..
إليك يا من تعاني من قسوة القلب، ألم يأن لقلبك أن يلين؟ ألم تُحيي قلبك بعد بطاعة الرحمن؟
متى ستعود إلى الله؟؟
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)} [الحديد]
من مات قلبه ببُعده عن الله فإنه ميت يمشى بين الأحياء .. فنسأل المولى عز وجل أن يُحيي قلوبنا بذكره وطاعته،،