العمر ليس سنوات نعيشها...العمر لحظات تعيش في داخلنا
عندما كنت استمع الى هذه العباره ..لم اكن افهمها لكنني حفظتها في ذاكرتي ..و كنت كلما اذكرها
اقف و تأمل في معانيها ..و لكن كانت محاولات دون فائده ..و لكنني لتوى ادركت معناها..!!
يجوز في بعض الأحيان أن يمر العمر دون أن ننتبه إلى المعاني التي اكتسبناها أو فقدناها
ويجوز أن نخسر جميع اللحظات التي نعيشها ولا يتبقى لنا منها سوى باقيها
مما يعني أن نقضي العمر دون أن نسجل في أرشيفنا لحظة انتصار أو هزيمة
وعندما يلتف حولنا أولادنا ومن بعدهم أحفادنا لن نجد روايه او قصه نرويها و نحكيها لهم من صميم تجاربنا في الحياه..
و لا نجد في قطار الذكريات أشخاصاً تشاركنا معهم دموع فرحتنا أو ألمنا ..
و بذلك لا يوجد أحلام نرسمها بألواننا و تنعدم أهات نخطها بأقلامنا وتمر السنين ونشعر أننا لم نتغير منذ سنين لم نتعلم شيئاً أو نعلم شيئاً
لاننا نفتقر إلى لحظات خاصة بنا لم يمر بها إلا نحن نتفاخر بها أو نبكي على اطلالها
حتى ان سائر الناس في حياتنا عابري سبيل لا نحتفظ بأي ذكرى لهم ونحن ايضا نمر كعابري سبيل لا شيء يُذْكر عنا نرحل دون ترك بصمة في الحياة أو في حياتنا على الأقل
وسوف تضيع الأيام في تحقيق حلم نكتشف بعد ذلك أننا أضعنا وقتنا في تثبيت سراب وأن تمضي عربة الأيام دون أن نسجل لحظة صدق واحده فيها..!!
و كذلك ان نقضي العمر مع شخص نكتشف في نهاية الطريق أنه الشخص غير المناسب وأن نعيش حياتنا بأسلوب فرض علينا لا اخترناه
وأن تبقى الأحلام مخزنة في ارفف المستحيل دون أن ندعها تجوب طرقات التحقيق
ونعيش العمر كأننا لم نعشه ......؟؟
كم من أناس قتلتهم غصات وعثرات اللحظات التي أضاعوها أو عاشوها دون أن يتلذذوا بها
كم من شخص عاش حياته دون أن يعرف معنى الحب لأي كان أو لنفسه حتى
كم هم ضحايا البحث عن المال والجاه الذين فقدوا في طريقهم معاني وقيم الحياة السعيده الصافية
كم من المحبين أضاعوا حبهم في لحظة ضعف أو خوف وقضوا باقي العمر في البحث عنه
لذا.. تمسكوا بلحظاتكم ولا تدعوها تتسرب بين أيديكم كحبات الرمل الناعم في
الصحراي ..و تتحولوا الى سراب ..!!
لا تضيعوا العمر في الندم ..غامروا..تعلموا..ابتسموا..عيشوا
تلك اللحظات بكل صدق و شفافيه ..
نعم استمتعوا فيها ..و لكن لا تنسوا ذكر الله