ashek el horrya مشرف
عدد المساهمات : 1129 نقاط : 59978 تاريخ التسجيل : 15/12/2008 العمر : 35 بلدك : الابراج :
| موضوع: الوطن كما اراه الأربعاء أغسطس 12, 2009 1:33 am | |
| أحيانا يبقي المرء لفترة قد تطول يشعر باغتراب ولوعة، باغتراب داخل الوطن، يدفعه هذا الشعور الكئيب بالغربة إلي رحلة للبحث عن وطن، وينظر في أوطان أخري يقلبها ويحاول البحث فيها عن موضع أو موطن، يمر خلال فترة البحث عن وطن بتجارب وأزمات ما بين سجون ومعتقلات، يكافح أيضا من أجل نقاء الوطن ومستقبله، يشتبك في معارك جانبية تارة مع السلطة وتارة أخري مع فصائل أخري ضمن الجماعة الوطنية.
شعرت مثل غيري بهذه المعاني، واجتررت كثيرا طعم المرارة في حلقي، وطالما رددت أيضا أني بين مطرقة وسندان، فلا الحكومة والسلطة يرضيها فكري ولو كنت سلميا أدعو إلي السلام وأبغض العنف، لكن السلطة تريدنا دائما نؤمن بسلامها هي.. بفكرها هي.. باعتدالها هي، لا يكفيها أن تتأكد أنك لا تنشد العنف بل تنبذه، لا يكفيها أن تضع السلام في حوارك معها أو مع أي قوي مجتمعية أخري، إنما معيار الوطنية لديها أن تؤمن بها هي وتدخل في سلطانها. وأيضا التيار الذي انتظمت في صفوفه منذ منتصف السبعينيات واحد من أبنائه المؤمنين بمرجعيته هو أيضا منقسم علي نفسه، صعب أن ترضي فصائل منه دون فصائل، وهكذا مشيت علي حبل من الشوك فترة طويلة طالني منه رذاذ كثيف.
رحت أبحث عن وطن
أدركت أن الوطن هو رحلة كفاح وسلوك الإنسان في الحياة، وهو الإسلام إذا عاشه المسلم واقعا معايشا كما قال الشاعر: وطني هو الإسلام يا دنيا الهوي بي يفتدي وأبي وكل ثمين.
الوطن عبر عنه مواطن مقلش من اسمه «غير ابن مصر»: يا أخونا مش كلام وحاديت والسلام، مش نووي وزري، وجيش أمني ماشي يحرسك
مش اعتقال مش سلسال مش كسر أيدك علشان بتكتب كلمة حلال
الوطن.. مش بس دم ينزف فدا الوطن.. ولا غنوة نتغني بيها
ومش كلام، هي حاجه مزروعة جوه قلبك يوم ميلادك، تعني ليك يعني أيه كلمة وطن
الوطن هو الناس اللي بينقدوك ويحقدوك وهمَّ كمان اللي يؤيدوك ويرفعوك فوق للسما، بعض الذين اكتووا بنار الطغيان والاستبداد والديكتاتورية لا يرون في الوطن مكان أو أرض يشعرون بالولاء له والانتساب إليه، قرأت مساجلة لطيفة في مدونة محمد عبد العليم يقول فيها: «أما الوطن الذي يقهر أهله أو سكانه فلا قيمة له، فالوطن ليس الأرض ولكن الوطن هو الحياة، المشكلة أننا صنعنا الحدود ومنعنا البشر من الهجرة والتنقل إلي بلدان أخري، فأرهقنا أنفسنا وصرنا نشكو من النظم الديكتاتورية صانعة البطالة والفقر والجهل والمرض».
بعض السدنة الذين يدورون في فلك السلطة وحواشيها ينكرون علي طائفة من أبناء الوطن وطنيتهم، ودائما ما تكون مهمتهم التشكيك في حقيقة الانتماء للوطن للمعارضين ويستحضرون في هذا المقام ما كتبه الأديب الراحل محمد عبد المولي في روايته شيء اسمه الحنين: «صدق الذي قال يوماً إن الوطنية آخر ملاذ للوغد»، وكم طالت سهام كتبة التقارير في بعض الصحف المسماة بالقومية قامة وطنيين أطهار ولست أنسي حتي اليوم تلك السخائم التي امتلئت بها الصحف المصرية ضد رموز الجماعة الوطنية المصرية إثر إصدار الرئيس الراحل أنور السادات قرارات سبتمبر الشهيرة التي اعتقل بموجبها أو تحفظ علي 1536 من خيرة أبناء الوطن، نزعوا عن الراحل العظيم محمود القاضي وطنيته واتهموه في شرفه الوطني بالتخابر مع جهات أجنبية!! وطبعا طال أستاذنا القدير محمد حسنين هيكل ما طاله وزعماء كبار في مثل قامة وزعامة محمد فؤاد سراج الدين وعمر التلمساني وحافظ سلامة وأحمد المحلاوي، دائما يوجد في جراب السلطة كتبة وسدنة يحولون القمم إلي قلة مأجورة تهدف إلي زعزعة الأمن والنظام أو ظلاميون يهدفون إلي نشر الفكر الفاشي الديني.
كنا في صدر شبابنا والتحاقنا بالحركة الإسلامية نظن أن حب الوطن رجس من عمل الشيطان، وفي إطار التنافس مع التيارات القومية كنا نتوجس من استخدام تلك المصطلحات التي تشي بحب الأوطان باعتبارها قومية مقيتة، غير أننا توصلنا بالضرورة مع الوقت والتعلم إلي أن حب الوطن من صميم التدين، ورغم أن ما أثر عن رسول الله صلي الله عليه وسلم في مكة من أنها «أحب بقاع الله إلي ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت» فيه خصوصية لمكة المكرمة لكن فيها من معاني حب الأوطان، وقد أكد هذا المعني الدكتور صالح بن علي أبو عرّاد في دراسة منشورة له «وليس غريباً أبداً أن يُحب الإنسان وطنه الذي عاش فيه ، ونشأ بين ربوعه؛ إذ إن ذلك أمرٌّ فطريٌّ وسلوكٌّ طبيعيٌّ وعاطفةٌ إنسانيةٌ يشترك فيها الناس جميعاً علي اختلاف الأزمنة والأمكنة. وهنا يجب تأكيد أن الوطنية الصادقة المنضبطة لا تتعارض وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتوجيهاته الكريمة التي تحث في مجموعها علي محبة الوطن وصدق الانتماء إليه ، وقد أشارت بعض آيات القرآن الكريم في معرض حديثه عن فضائل الصحابة الكرام الذين هاجروا من ديارهم وضحوا بأوطانهم في سبيل الله تعالي إلي شيءٍ من ذلك، قال تعالي: «للفقراء المُهاجرين الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون».
الوطن تراه في كدك وسعيك لرفعة وطنك، تراه في انتقاص البعض من دورك ومن أنصاف الكثيرين لك، الوطن ليس منصبا تقدمه لك سلطة منقوصة في زمن ما لكنه حب الناس الذين يكتوون بنيران الفقر والظلم لك ودعاؤهم أيضا دعوات الناس الطيبين ترفع عنك بلوي وتخفف عنك مصيبة وتسري عنك في أزمة، وكما قال المصطفي عاجل بشري المؤمن، أي عندما تشعر بحب الناس لك هو من عاجل البشري تراها في حياتك.
الوطن في كلمة حق وصدق تصدع بها في بلدك ووسط أهلك.
الوطن تراه في زوجة صالحة تسرك إذا نظرت لها وتحفظك إذا غبت عنها، تتحمل غيابات السجن والاعتقال، تتحمل أيضا أزمات الفقر والحرمان، تقرأ معك سورة الواقعة أكثر الأيام لتواجه معك الفقر والحاجة، تصبر علي غلوائك وشطحاتك.
كل هذا الوطن.. لقد وجدت وطني في نفسي وقلبي وناسي وأهلي وعشيرتي دمتم جميعا بخير. | |
|
ashek el horrya مشرف
عدد المساهمات : 1129 نقاط : 59978 تاريخ التسجيل : 15/12/2008 العمر : 35 بلدك : الابراج :
| موضوع: رد: الوطن كما اراه الأربعاء أغسطس 12, 2009 1:36 am | |
| المقال لمنتصر الزيات اليوم في الدستور وهو مش اخوان | |
|