ashek el horrya مشرف
عدد المساهمات : 1129 نقاط : 59978 تاريخ التسجيل : 15/12/2008 العمر : 35 بلدك : الابراج :
| موضوع: العالم الجليل محمد سليم العوا يتحدث للطبعه الاولي الجمعة سبتمبر 04, 2009 11:52 am | |
| الدكتور محمد سليم العوا لـ«الطبعة الأولى» (٢-٤) مصر فى خطر عظيم إذا سقط السودان فى قبضة الاستعمار
حوار شيماء عادل ٤/ ٩/ ٢٠٠٩ قال الدكتور محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد العالمى للعلماء المسلمين، إن مصر فى خطر عظيم، إذا تمكن الاستعمار العالمى من السودان، باعتبار السودان العمق الاستراتيجى لمصر، حيث بحيرة فيكتوريا ومنابع النيل، والذى يجب أن يحميه أى حاكم مصرى، مؤكداً أن التقصير فى حمايتها يوازى التقصير فى حماية مصر من إسرائيل.
وأكد العوا خلال الجزء الثانى من حواره لبرنامج «الطبعة الأولى»، الذى أذيع مساء أمس وتنشره «المصرى اليوم» بالاتفاق مع قناة دريم، أن إسقاط الرئيس السودانى عمر البشير فى قبضة المحكمة الجنائية الدولية، سوف يؤدى إلى انبطاح العشرات من الحكام العرب، مشيراً إلى أنه يرفض محاكمتهم أو مساءلتهم عما يرتكبونه تجاه شعوبهم، باعتباره شأناً داخلياً بين الحكام وشعوبهم يرتبط بما سماه «الأمن القومى العربى»، حتى ولو وصل الأمر إلى الاعتقال فلا نقبل أن تأتى أمريكا أو بريطانيا لتحريرنا.
وكشف العوا عن أن العراق هى التى بادرت بحربها على إيران، لمنع إقامة دولة إسلامية فى هذه المنطقة من العالم، فى هذا التوقيت، لافتاً إلى أن الاتحاد العالمى للعلماء المسلمين شكل خلال هذه الحرب لجنة ترأسها الشيخ محمد الغزالى، وكانت تضمه والشيخ يوسف القرضاوى وغيرهما من علماء السعودية واليمن وباكستان، وتمكنا من خلالها من الاطلاع على بعض المكاتبات والمراسلات العلنية والسرية التى أكدت صحة كلامه، وإلى نص الحوار:
■ المسلمانى: تحدثنا فى الحلقة السابقة عن كتابك «فى النظام السياسى للدولة الإسلامية»، بالنسبة للتطبيقات المعاصرة التى أصبحت خريطة أشبه بـ«مولد» غاب عنه صاحبه، كالإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية والجهاد وما بعد الجهاد مثل القاعدة وما تشعب عنها، والنظام السياسى الإسلامى فى إيران والسودان، وحزب الله فى لبنان وحركة حماس فى غزة، خريطة لم تعد من جاكرتا للدار البيضاء وإنما من يمين جاكرتا إلى يسار الدار البيضاء، كيف تفك لنا ألغاز هذه الخريطة يا دكتور؟
ـ العوا: أنت فى حاجة إلى سنوات لكى تفك ألغاز سؤال بمثل هذا العمق والشمول، لكن يبقى وجود معالم ظاهرة للخلط، الذى سميته «المولد» وهو ما نسميه اتساع التيارات الفكرية الإسلامية، وهو ليس «مولد» غاب عنه صاحبه وإنما «مولد» إيجابى وليس سلبياً، فأنت ابتدأت من الأقدم وهم الإخوان المسلمين وانتهيت بالأحدث من تنظيم القاعدة وحزب الله وما إلى غير ذلك.
والواقع أن كل مجموعة ذكرت اسمها خلال سؤالك لها مشروع مختلف، لا يوجد اثنان منهما لهما المشروع نفسه، الشعار واحد وهو الشعار الإسلامى وتطبيق الدولة والشريعة الإسلامية والانتماء إلى النموذج الإسلامى النبوى المحمدى والراشدى، لكن المشروع الذى يمارسه ويقوم به ويسعى إلى تطبيقه كل هؤلاء مختلف فى تفاصيل كثيرة عن المشروعات التى يسعى إليها الآخرون.
لو بدأنا بمشروع الإخوان المسلمين باعتبارهم الأقدم فى كل ما ذكرت، فإن مشروعهم بدأ فى ١٩٢٨ وتبلور فى الثلاثينيات، عندما قال حسن البنا رحمة الله عليه «الفرد المسلم فالأسرة المسلمة فالجماعة المسلمة فالدولة المسلمة فالأمة المسلمة فالعالم المسلم كله»، وهذه المراحل الست التى بدأ بها هذا المشروع وهى مراحل جيدة جداً، لكن تطبيق هذا المشروع حتى الآن ينجح فى عدد من الأفراد «مئات الآلاف.. عشرات الآلاف.. ملايين»، لكنه لم يخط الدرجة الثانية فى سلم مشروعه السياسى الإسلامى، وعدم النجاح فى الخطوة الثانية أدى إلى تأخير الخطوة الثالثة والرابعة وبالتالى تأخير كل الخطوات.
وهذه هى أقدم وأوسع جماعة إسلامية وأكثرها انتشاراً وهى الجماعة الإسلامية الوحيدة، التى لديها أتباع فى كل أنحاء العالم، وكل الناس يؤمنون بفكرها، لأن الفكر الذى عبر به حسن البنا فكر إسلامى حقيقى جمع كل الأوعية الإسلامية فى إناء واحد، حسن البنا عندما وصف حركته وصفها بأنها «دعوة سلفية وحقيقة صوفية وشركة تجارية ومؤسسة تربوية وناد رياضى وجمعية تشريعية وتوجه جهادى»، إذاً تجمع كل صنوف الحركة الإسلامية فى بوتقة واحدة وإناء واحد، فكل واحد سوف يجد فى الإخوان المسلمين جزءاً من نفسه.
لكن «الإخوان» على حقيقتها كما رسم خريطتها البنا، بالمناسبة توجد عبارة مهمة للبنا قالها فى خطاب المؤتمر الخامس للإخوان المسلمين، قال فيما معناه «إن كلامك هذا مرسومة خطواته، معروفة مراحله، محددة سنواته، فمن أراد أن يمشى فى هذا الطريق فهو منا، ومن أراد أن يساندنا ويدعو لنا ويقف إلى جوارنا فهو حبيبنا ولكنه ليس من هذا الفريق»، فعندما رسم خطة العمل رسمها محددة جداً، حيث قال من يريدون الجهاد فى سبيل الله فلهم دراسات ومحاضرات وعظات وكتب ورسائل، لكن المنتمين إلى الجماعة فلهم تربية خاصة بهم، وهذه التربية الخاصة لاتزال قائمة فى الأفراد حتى الآن، طبعاً مع وجود بعض التغيرات، فكتب التربية الإخوانية لحسن البنا تم تبديلها بكتب الإخوان المعاصرين ولها وعليها، ولا يوجد أحد معصوم.
لاشك من وجهة نظرى أن كتب حسن البنا أفضل بكثير من الكتب المعاصرة التى تدرس حالياً فى مناهج الإخوان، ففكرة السلسلة التى تبدأ بالفرد وتنتهى بالعالم المسلم لم تتحقق حتى الآن، ولم تخط خطوتها الثانية، وإن خطت فى نطاق ضيق جداً ومحدود جداً، لكن هذا يغطى عليه أنها جماعة ضخمة جداً وكبيرة جداً ومنتشرة جداً وجميع الحكومات «واقفة» لها بالمرصاد و«خايفة» منها جداً، مع أنه لا يوجد بها أشياء كثيرة تخوف، ويمكن أنها لا تخيف أحداً نهائياً، فالحكومة لها منطق مختلف تماماً عن المنطق الذى نعمل به، كما يقول البشرى، بالقراءة والكتابة.
أما عن النظم السياسية الإسلامية التى ظهرت مؤخراً فى إيران والسودان، فالنظام السياسى فى إيران له خصوصية، لأنه نظام قائم على المذهب الشيعى الجعفرى، وعلى نظرية طورها آية الله الخمينى، وبالمناسبة يعتقد الكثيرون أن الخمينى ابتكر سياسة الفقيه، وأنا قرأت فى بعض الكتب التى تدرس فى الجامعات المصرية أن «الخمينى» هو الذى ابتكر ولاية الفقيه، ولكن الفقيه نظرية قديمة جداً فى الفكر الشيعى، ويوجد عالم ظهر قبل الخمينى بخمسة قرون اسمه الملا أحمد النراقى، كتب ولاية الفقيه فى الشؤون الخاصة، بمعنى أطفال أيتام ليس لهم وريث، تحول أموالهم إلى الفقيه العادل لحفظها، مثلما نفعل فى مصر وتحول أموال الأيتام إلى المجلس الحسبى، وكذلك امرأة ليس لها ولى يزوجها وتقدم لخطبتها عريس، فيتولى الولى الفقيه تزويجها، سموها الولاية الخاصة على أموال الأيتام وأحوال الأرامل والأيم «النساء غير المتزوجات».
| |
|