الكلمة الأصعب علي الإطلاق.. الاعصي علي الحناجر.. رغم أنها الأسرع نطقا ..والأكثف معني.. الكلمة التي حصلت علي لقب كلمة فقط لأنها مكونة من أقل عدد من الحروف ..حرفين.. ارتباطهما الوثيق أقوي من ارتباط ذرة الأكسجين بذرتين الهيدروجين في الماء.. وانفصالهما أصعب من عملية فصل توأم سيامي ملتصق من المخ ..
(لأ).. الأتب من أبي لهب، والأقبح من كونداليزا رايس، والأثبت من الوشم، والأجبن من النعامة، و الأزهي من الطاووس، والأضيع من قمر الشتاء، والأصنع من دودة القز، والأوهن من بيت العنكبوت، والأغشم من السيل، والأفسد من السوس، والأقسي من الحجر، والأمر من العلقم، والأشهر من النار علي العلم
(لأ) الكلمة التي قد تحيا موصوما بالعار إن لم تستطع نطقها.. (لأ) التي من أجلها.. علق علي أعواد المشانق وصلب وعذب وشرد ونفي وسجن و أتخرب بيت اللي خلفوا أهل اللي نطقوها
(لأ) الأولي علي الإطلاق التي كانت لسان حال إبليس اللعين عندما رفض أن يسجد لآدم عليه السلام.. و(لأ) البشرية الأولي التي كنا الأحوج إلي نطقها والتي لم ينطقها آدم.. لما إبليس اللعين غرر وغرغر بيه يأكل من الشجرة إياها
(لأ) الكلمة الصغننة دي الأعجب من العجب العجاب.. اللي من سحرها المفروض يستبدلها السحرة بدلا من (جلا جلا) ب (لأ لأ)
(لأ) التي لا يجرؤ دكتور أن يضع سماعته اللزجة الباردة علي بطن أحدهم ويخبره ..أفتح بقك وقول (لأ).. فقط لمرة واحدة بدلا من (تلك
(لأ) التي قالها جان بول سارتر وجورج برنارد شو لجائزة نوبل.. (لأ) التي قالها محمد علي كلاي لأمريكا رافضا حرب جيشها في فيتنام ..(لأ) اللي صرخ بها أحمد بن حنبل أثناء تعذيبه في فتنة خلق القرآن.. (لأ) بتاعة نيلسون مانديلا وغاندي وجيفارا ومارتن لوثر كنج وعمر المختار وأحمد عرابي وغيرهم وصولا إلي (لأ) اللي قالها عباس الضو في المال والبنون.
أما عن (لأ) الأولي التي نطقتها في حياتي.. فكانت عندما كنت في الصف الأول الابتدائي لابس المريلة الصفرا الكاكي المربوطة بحزام من ورا ونازلة بكرانيش وشايل الشنطة الحمرا أم كلبس وعليها الحروف من قدام.. دخل علينا الأستاذ سيد معروقا.. يا أولاد في لجنة في المدرسة.. والمفتش هيدخل هنا لو سألكم فيه معاكم مستمعين قولوا (لأ).. وإلي ذلك الذي لم يسعده الحظ بأن يعرف معني مستمع فهو باختصار شديد لأنك مش هتلاقيه في المعجم الوجيز اللي سلموه لنا في أولي ثانوي.. المستمع كان لقباً بيطلق علي اللي تحت السن الموجودين في الفصل يعني غير مقيدين في دفاتر المدرسة.. أهاليهم علي علاقة بإدراة المدرسة فبيحطوهم معانا يلقطوا أي حاجة استعدادا للسنة الجاية وتوفيرا لمصروفات الحضانة
خلاص يا أولاد.. يلا نجرب.. كلكم سنة أولي يا أولاد
يأتي صوت الجماهير الهادر (آه ).. ثم يتبعه طنين ذبابة واحدة (لأ)
- لأ.. وقعتك زي وشك.. أنت بالذات متقولش لأ.. أمك مدرسة في المدرسة وأختك الصغيرة معاك في الفصل مستمعة
لا أعلم إن كان قد أحدث قيامي منتفضا فرقا لقصر قامتي ..مشوحا في الهواء بإصبع السبابة «ده يبقي اسمه كدب.. مش انتم اللي بتقولو لنا الكدب حرام واللي بيكدب بيروح النار»
- (مستدركا ومحاولا وأد الفتنة ) دي كدبة بيضا يا محمود
- مفيش حاجة اسمها كدبة بيضا
- (زاعقا وضاربا كفا بكف ) ابعتوا هاتوا أم الواد أبو نص لسان ده
جاءت أمي علي عجل مهدهدة و مطيباتية تارة.. ومنذرة بعلقه سخنة بالخرطوم وحرمان من نزول الشارع تارة أخري.. ثم أشفعت حديثها ببريزة ضربتها في جيبي ثمنا لصمتي
جاءت اللحظة الحاسمة.. المفتش الضخم محاط بإدراة المدرسة إحاطة المعصم بالسوار.. وكل العيون ترقبني
- هاه يا أولاد.. كلكم سنة أولي؟؟؟؟
يأتي صوت الجماهير الهادر (آه) ثم يتبعه طنين ذبابة واحدة (لأ).. طبعا مفيش داعي أقولكم إنها طبلت فوق دماغي.. والخرطوم علم علي جتتي.. و اتحرمت من نزول الشارع.. وتم سحب البريزة !!!! بس برغم كل ده كنت فخوراً بنفسي وكانت قامتي في محمود بدوي
السماء.. بس ده كان زمااااااااان زماااااااان اوووووووي.. لما كنت بعرف أقول لأ!