ashek el horrya مشرف
عدد المساهمات : 1129 نقاط : 59978 تاريخ التسجيل : 15/12/2008 العمر : 35 بلدك : الابراج :
| موضوع: تفتكروا تمشي ولا تقعد الثلاثاء أكتوبر 20, 2009 6:16 pm | |
| بقلم لميس الحديدى ٢٠/ ١٠/ ٢٠٠٩ تصلنى رسائل كثيرة. شكاوى، طلبات، أفكار.. لكنى توقفت طويلا أمام كلماتها الصادمة.. فريدة ذات التسعة عشر ربيعا. فتاه فى عمر الزهور.. كان يجب أن تكون واحدة ممن يحملون الأمل والحلم والحب.. لكنها- كما فى رسالتها- تحمل أشياء أخرى أريد أن أشاركها معكم.. و«معهم».
قالت فريدة.. فى الأيام القليلة الماضية أستيقظ كل يوم يتملكنى شعور فظيع.. أنا أكره بلدى مصر.. لا أكرهها حقيقة.. ولكن لدى مجموعة من الأسئلة لا أجد لها إجابة..
ماذا يحدث فى بلدنا ؟! لماذا لدينا كل هذا الكم من الفقراء والأميين؟، لماذا لدينا كل هذه القرى بدون مياه أو كهرباء؟... لماذا بلدنا بكل هذه القذارة ؟، لماذا نحن البلد الوحيد فى العالم الذى لا يستطيع أن يزيل القمامة من الشوارع؟ ماذا كنا نفعل بالقمامة من قبل؟ لماذا نعيش فى كل هذا التلوث؟ لماذا نحن البلد الوحيد بشوارع غير مستقيمة غير سليمة؟، لماذا تحولت قيادة الناس فى الشوارع إلى معركة يومية؟ لماذا تحول الناس إلى كل هذا العنف فى التعامل مع بعضهم البعض؟، لماذا هذا هو البلد الوحيد الذى نعطى فيه ولا نأخذ أى شىء؟. لماذا ولماذا ولماذا.. لدى العشرات من الأسئلة..؟
تضيف: هل يشعر حكامنا بكل ذلك؟ كل يوم تسوء أحوالنا عن اليوم الذى سبقه. هل يشعرون؟ لماذا نسدد إذن الضرائب إذا كنا لا نحصل على أى خدمة؟ أريد أن يقول لنا أحد لماذا نعيش فى مصر إذا كنا لا نحصل على أى شىء سوى القمامة، التلوث، المعاملة السيئة والخدمة المتدنية..!!
سيدتى أريدك فقط أن تعرفى كيف نفكر نحن جيل الشباب فى بلدنا.. نحن نعرف أن خلف كل ذلك الفساد أناسا لا يحبون البلد، ولا يهتمون به أو بما يشعر به الناس وكيف يتأثرون بكل ذلك..
هل يسمعون؟! هل يشعرون؟!
وتنهى فريدة خطابها الذى كتبته بالإنجليزية باعتذار رقيق: عفوا أكتب لك بالإنجليزية اللغة التى أستطيع أن أعبر بها عن نفسى.. تعرفين السبب؟ انهيار التعليم فى بلادنا بالطبع.. وتلك مصيبة آخرى.
انتهت رسالتها.. واستمرت أحزانى.. هل قالت لى فريدة شيئا جديدا؟ لا.. أعرف كل ما قالت وأكثر.. وأعمق، لكن رسالتها وضعته أمامى من جديد.. فهذا هو جيل الشباب: المتعلم منهم يكره البلد ويريد أن يرحل ويتركه يعيث فسادا.. وغير القادر منهم ليس لديه اختيار سوى أن يبقى حاقدا كارها عنيفا.. ليس لديه أى انتماء أو رغبة فى العمل والعطاء لبلد لم يقدم له أى شىء.. أو بصراحة حكومة لا توفر له سوى كلمات ووعود وتقتطع فى مقابلها منه ضرائب.. بينما يرى الآخرين يعبثون بمقدراته.
فريدة.. لا أحمل إجابات على أسئلتك الصعبة السهلة.. إجابتى الوحيدة أن ضياع الديمقراطية والهدف والرؤية والمحاسبة، والإحساس أن الحاكم يخدم الشعب وليس العكس... وانتشار الفساد والسكوت عليه.. كل ذلك أدى إلى ما نحن فيه.
فريدة.. لا يمكننا التخلى عن الوطن بكل تلك السهولة ... لا يتخلى أحد عن أهله.. عن أمه، عن دينه.. إنه قدر. فريدة، الحق لا يأتينا على طبق من ذهب يا عزيزتى.. الحق ينتزع وحقوقنا يحب أن تنتزع من أكبر حق إلى أبسطها: أن نعيش فى شارع نظيف.. أما أن نرحل ونكره ونستسلم.. فهذا هو جل ما يبتغيه البعض.
علينا أن نحاول ونجاهد ليتغير أى شىء.. صغيراً أو كبيراً.. إنها معركة قد لا تكون سهلة.. لكننا سنكسبها.. يجب أن نكسبها فى النهاية..
فريدة لا ترحلى أرجوك.
وأنتم.. هل تسمعونها أم أن التلوث قد أصابكم بالصمم؟؟ | |
|