ashek el horrya مشرف
عدد المساهمات : 1129 نقاط : 59978 تاريخ التسجيل : 15/12/2008 العمر : 35 بلدك : الابراج :
| موضوع: لا تدعهم يكذبون عليك الأربعاء أكتوبر 21, 2009 6:21 pm | |
| لا تدعهم يكذبون عليك. هؤلاء الذين لا هم لهم سوى تعداد الرذائل التى يتحلى بها المصريون كأنهم، دون شعوب الأرض، خالون من الفضائل، هؤلاء الذين يعزفون على نغمة أن الإصلاح مستحيل فى مصر لأن شعبها خانع مستبد ذليل لم يثر أبدا فى تاريخ حياته، وبرغم أنهم معارضون (أو هكذا يبدون)
إلا أن ما يقولونه ليس سوى تنويعة معاكسة على النغمة التى يعزفها كتاب الموالسة الذين يقولون للمصريين إنهم لا يستحقون الرئيس الذى يحكمهم، وأنهم لا يرقون إلى مستوى عبقريته وحكمته وقدرته على القيادة،
وفى الحالتين الشعب هو المدان وهو الذى يستحق أن يعمل فيه الجميع خناجرهم وينهالوا على ذاته جلدا، بينما هم يعيشون على قفاه بفضل شتيمتهم فيه التى يستعذبها الشعب المأزوم، يغلقون أبواب الأمل فى وجوه الناس ليفتحوا أمام أبنائهم أبواب المدارس الأجنبية، يكتبون فى هجاء الفقراء فيزدادون غنى، ويتربحون من تجارة لعن سنسفيل الناس ليبثوا فيهم روح الإحباط واليأس ويكرسوا تلك المفاهيم القاتلة للأمل والمبررة للعجز «إحنا نستحق اللى إحنا فيه.. إحنا شعب مش نافع أبدا.. عمرنا ما هانتغير».
هل أنا الآن أنفى تماما مسؤولية الناس عما وصلوا إليه؟، حاشا لله، قبل أن تتهمنى بذلك اقض ساعة أو أكثر فى أرشيف مقالاتى لتدافع هى عنى، أنا يا سيدى فقط أفرق بين أن نطالب الناس بأن ينهضوا من سباتهم ليتحملوا مسؤولياتهم ويغيروا أحوالهم، وبين أن أواصل بدأب وإصرار جلد ذواتهم ليستقر فى نفوسهم أنهم لن ينصلح لهم حال على الإطلاق.
لا أدرى أى خير يمكن أن يتحقق فى مصر إذا كنت لا أختار للمصريين من بين بطون التاريخ إلا ما يوحى أن الشعب المصرى شعب خانع ذليل لم يثر أبدا، بينما أغفل تماما، وعلى سبيل المثال لا الحصر، أى ذكر لانتفاضة ١٩٣٥ المجيدة التى تثبت أن هذا الشعب يمكن أن يثور وبشراسة لو قادته نخبة نزيهة شريفة يثق فيها ويعلم أنها لن تبيعه فى زواريق القصور ومكاتب «القلم السياسى». لن أغضب إذا لم تكن قد سمعت عن هذه الانتفاضة من قبل، فالذنب ليس ذنبك بل ذنب من يقرأون لك وعنك التاريخ،
أنصحك أن ترجع إلى كتاب الدكتور حمادة إسماعيل (انتفاضة ١٩٣٥ بين وثبة القاهرة وغضبة الأقاليم) وإلى كتاب عظيم وساحر ومهم كتبه الدكتور على شلبى بعنوان (أزمة الكساد العالمى الكبير وانعكاسها على الريف المصرى) قدم فيه بانوراما تاريخية خلابة للظروف التى يمكن أن تدفع الشعب المصرى إلى الثورة لو قيض الله له ولو قائدا سياسيا واحدا شريفا يخرج من بينه ليبث فيه الأمل ويدفعه إلى التمرد كحل للخلاص.
(الكتابان بالمناسبة صادران عن سلسلة الجانب الآخر للتاريخ التى تصدرها دار الشروق، وكان يرأسها المرحوم الدكتور يونان لبيب رزق، وهى سلسلة لو كانت تصدر فى بلاد يهتم إعلامها بتغيير الناس اهتمامه بالفضائح لتغير حال مصر، لكن قومى لا يقرأون).
دعونا من التاريخ إذا كان غباره يثير حساسيتكم، وإذا كنتم لا تحبون من سيرته إلا ما يغذى فيكم اليأس، خلونا فى الحاضر وجماله كما يتبدى فى بلد مثل البرازيل أصبح فى خلال عدد محدود من السنوات واحدا من أكثر البلاد تقدما ونموا، دون أن تتبدل شخصية شعبه،
ودون أن يصبح واحدا من أفضل الشعوب على الإطلاق، ودون حتى أن يخاصم ناسه المخدرات والانحلال الأخلاقى والكسل وحب الهلس، كل ما حدث أنهم صدقوا شخصا نظيفا محترما صافى النية اسمه لولا دى سيلفا، ليس فى تاريخه ملفات مريبة ولا تربيطات غامضة ولا إدمان لشهوة الكلام، جعل مهمته تذكير الناس بأنهم لا يشترط أن يكونوا أكثر الشعوب ثقافة ووعيا والتزاما سياسيا وتحضرا سلوكيا،
يكفى أن يدركوا أن مصلحتهم الشخصية الضيقة اليومية النفعية مرتبطة فقط بالاستقتال على صندوق الانتخابات، فتح دى سيلفا للناس أبواب الأمل دون شعارات براقة أو شتائم فش غل أو مؤتمرات فضائية فالصو فصدقه الناس وحملوه حملا إلى قصر الرئاسة.
وفى مصر اليوم ألف لولا دى سيلفا يغلوش عليهم جهل الإعلام، وخُبث أجهزة الأمن، وفساد محترفى السياسة، وأنانية المتكسبين من اليأس، فمن يخلى بينهم وبين الناس؟. لا أحد سوى الناس أنفسهم فقط إذا تكاتفنا جميعا لنعيد إليهم الثقة والأمل واليقين بأنهم ليسوا أسوأ شعوب الأرض، وأن التخلف ليس قدرا، وأنهم، كغيرهم، قادرون على صنع الغد إذا أرادوا | |
|