ashek el horrya مشرف
عدد المساهمات : 1129 نقاط : 59978 تاريخ التسجيل : 15/12/2008 العمر : 35 بلدك : الابراج :
| موضوع: من علي حافه الموت ....يعلم الملايين الحياه الثلاثاء نوفمبر 03, 2009 8:32 pm | |
| نثر رحيق الأمل في الحياة وهو يعاني من سكرات الموت على أكثر من 6 ملايين إنسان حول العالم، فأحيت كلماته ذكراه بعدما ذهب إلى عالم النسيان.. إنه راندي باوش صاحب "المحاضرة الأخيرة".
أستاذ علوم الحاسب الآلي بجامعة كورنجي ميلون الأمريكية وقف ليلقي محاضرته الأخيرة على 400 من طلابه، بعدما علم من الأطباء أنه لم يبق له في الحياة سوى 6 أشهر بسبب سرطان البنكرياس الذي أصابه قبل عام ولم يجد معه الدواء نفعاً
من هذا الرجل وماذا فعل لكي ينال هذا الشهرة ويختار كأحد أهم 3 شخصيات لعام 2007 ويكون من أكثر 100 أثروا في العالم !!!!ً
قرر راندي (47 عاما) أن تكون محاضرته الأخيرة بعنوان: "كيف تحقق أحلام الطفولة"، وقال لطلابه: إنه "لن يتحدث فيها عن الموت.. بل الحياة"، ومدللا على ذلك بالابتسامة التي علت وجهه أثناء المحاضرة، والحيوية التي تميز بها ودفعته إلى أداء تمرينات رياضية تتطلب لياقة عالية.
وقال راندي وهو يؤدي تلك التمرينات على المنصة المواجهة لطلابه: "يؤسفني أن أخيب أملكم في ألا أكون بائسا وضعيفا، فها أنا ذا في كامل لياقتي من الخارج، ولكن السرطان يرعى في جسدي من الداخل".
"إنْ كان في الغرفة فيلٌ، قدّمه للآخرين".. ذكر راندي -الذي استضافته الإعلامية الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري في برنامجها ليقدم محاضرته مرة أخرى لجمهورها- هذه الكلمات التي قالها له والده وهو يواجه طلابه بحقيقة المرض الذي أصابه مقدما لهم الفيل/السرطان.
ورغم ذلك دارت محاضرة راندي -التي شاهدها أكثر من 6 ملايين شخص عبر موقع يوتيوب الإلكتروني وبرنامج "أوبرا شو" التلفزيوني- حول الاحتفاء بقيمة الوقت والحياة والحب والأسرة، والتواصل مع الآخرين حتى في أشد ساعات العمر قتامة.
وتحققت الأحلام "معظمنا لديهم أحلام طفولة.. كأن تصبح رائد فضاء أو صانع أفلام.. لكن للأسف معظم الناس لا يحققون أحلامهم، وفي اعتقادي هذا أمر مخز؛ فقد كانت لدي أحلام معينة في طفولتي وحققت معظمها فعلا.. حتى حلمي الأخير كاد ألا يتحقق قبل عشر سنوات، إلا أن زوجتي الحبيبة جاي ساعدتني في تحقيقه بموافقتها على الزواج مني".. هكذا بدأ راندي يروي قصة نجاحه في الحياة لطلابه.
وراح الزوج المحب والوالد لثلاثة أطفال لم يبلغ أكبرهم العاشرة بعد يستعرض مع طلابه صورا من طفولته قائلا: "لاحظت وأنا أتصفح ألبوم العائلة أنني لم أبد في أي صورة متجهما.. بل كنت دائما مبتسما".
وأخذ يسرد النقاط المحورية والسعيدة التي كان لها أثر كبير على تطوره النفسي والعلمي والنجاح الذي حققه في حياته القصيرة، فتحدث عن والديه ذاكرا واقعة أثرت فيه للغاية؛ إذ كان يرغب وهو طفل في الرسم على جدران غرفته وسقفها وتزيينها بصور من مخيلته، ووالداه يعارضان ذلك.
وحصل راندي على موافقة والديه بعد مناقشات طويلة معهما، وراح يكتب معادلات رياضية بتنسيق جمالي، ويرسم صورا على الجدران والسقف تعبر عن أحلامه؛ ما حقق له سعادة بالغة من هذا الحلم الذي ناله في صغره وحسده عليه أصدقاؤه.
وروى راندي أيضا أنه كان من بين أحلامه أن يتواجد في مكان تنعدم فيه الجاذبية، ولقد نجح في تحقيق ذلك عندما دخل غرفة تدريب رواد الفضاء.
ومن بين الأحلام الأخرى التي حققها الأستاذ المعروف بتفوقه العلمي ومخيلته الباهرة أنه تمكن من العمل في شركة ديزني لاند كمصمم ضمن فريق "التخيليين"، وعمل أستاذا مشرفا ومبتكرا لبرنامج سمّاه "الحقيقة الافتراضية"، فضلا عن عمله كخبير تكنولوجي متعاون مع شركة "جوجل" وغيرها من الشركات الكبرى.
وأنشأ راندي مركزا لعلوم الحاسب الآلي ليساعد أولئك الذين لديهم اهتمامات في هذا المجال على تحقيق أحلام طفولتهم.
كتاب ومحاضرة
وفي ربيع 2008 بعد نحو 6 أشهر من إلقائه محاضرته في 18 سبتمبر 2007، نشرت دار "هايبرون" الأمريكية الشهيرة كتابا بعنوان "المحاضرة الأخيرة" لراندي باوش والكاتب الصحفي بجريدة "وول ستريت" جيفري زاسلو، حقق أعلى مبيعات في أمريكا على مدة عدة أسابيع متوالية، وترجم لعدة لغات.
وأوضح راندي أنه وافق على نشر الكتاب بعد إلحاح زوجته جاي جلاسجو، وبدافع من آلاف الرسائل التي تلقاها بعد محاضرته الأخيرة، يخبره مرسلوها برغبتهم في أن يعرف أن كلماته ساعدتهم والكثير من أحبائهم على اجتياز مواقف صعبة في الحياة من بينها الإصابة بمرض السرطان.
وفي كتابه يقول راندي إنه واجه اعتراض زوجته على إلقائه محاضرته الأخيرة لحرصها على عدم تفويته أي لحظة مما تبقى له بعيدا عنها وعن أولاده بقوله: "هذه المحاضرة هي فرصة للأسد ليجرب إن كان لا يزال يستطيع الزئير"، موضحا لها أهمية أن يترك تسجيل المحاضرة وحصيلة تجربته في الحياة لأولاده حين يكبرون، دون أن تتاح له فرصة تعليمهم شيئا، ومساعدتهم على ابتكار أحلامهم وتحقيقها.
وتابع: "هناك أشياء كثيرة أريد أن أخبرها لأطفالي الآن، ولكنهم صغار جدا ولن يستوعبوها، (ديلان) أصبح عمره 6 سنوات، و(لوغان) 3 سنوات، والبنت الصغرى (شيلو) 18 شهرا، أريد أن يعرف أطفالي من أنا، وما الذي كنت أومن به، والطريقة التي كنت أحبهم بها.. يؤلمني أنهم سيكبرون بلا أب، وأحيانا أبكي وحدي لأن هذا سيحدث لهم".
ولم يتوقف راندي الذي صنفته مجلة "تايم" الأمريكية من بين أكثر 100 شخصية تأثيرا في العالم عن تحديث مدونته على الإنترنت حتى أيامه الأخيرة، وكان آخر ما كتبه فيها بتاريخ 26 يونيو 2008 أنه توقف عن تناول الجرعات الكيميائية لآثارها الجانبية العكسية.
وعاش راندي باوش -الذي ولد في 23 أكتوبر 1960 واختارته شبكة "إيه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية كواحد من أهم ثلاث شخصيات لعام 2007- خمسة أشهر زيادة عن الفترة التي حددها له الأطباء، قبل أن توافيه المنية بمنزله في ولاية فرجينيا في 25 يوليو الماضي.
__________________________ * بقلم هبة زكريا من إسلام اون لاين . نت
| |
|