كل عام وامتنا الاسلاميه بألف خير بمناسبه العام الهجرى الجديد
ولذلك أردت أن اعرض على نفسى وعليكم بعض الدروس المستفاده من الهجره النبويه الشريفه
كانت الهجرة وستظل أروع الأمثلة عبر التاريخ على القيادة الراشدة الحكيمة ، التي وضعت لعلماء الإدارة الكثير من أصول علمهم ، فكانت قيادة الحبيب صلى الله عليه وسلم ، جامعة لفنون ومهارات القيادة والإدارة الفعالة ، ومن ذلك :
1. وضوح الهدف : فهي قيادة تعرف ماذا تريد ؟ وتعرف ما وجهتها وما غايتها ؟ وما الأهداف التي تسعى لتحقيقها في أرض الواقع؟ ، أهداف واضحة وسهلة التطبيق ومتدرجة ، ولعل الحركة الإسلامية أدركت ذلك ، حينما حددت بوضوح أهدافها ، ورسمت سياستها وخططها وفق تلك الأهداف بدءاً من بناء الفرد المسلم فالبيت المسلم فالمجتمع المسلم
2. استشراف المستقبل : فمنذ لحظة الدعوة الأولى ، والقيادة تدرك أن مكة لن تكون مقرا للدعوة ، فكان استشرافها للمستقبل ، وإعداد سيناريوهات عدة ، اختيار الحبشة أولا لهجرة المسلمين ، ثم الطائف ، ثم المدينة ، فكانت الهجرة صورة من صور استشراف المستقبل الدعوي .
3. الإيجابية الواقعية : ونعني بها دراسة البيئة وتوظيف المعلومات في اتخاذ القرار المناسب ، وحسن التعامل مع المتغيرات ، وقد تمثلت في تعامل القيادة مع الواقع بإيجابية ، بدلا من الاستسلام والسلبية ، والبحث عن البيئة الصالحة للدعوة ، فسعت القيادة لإيجاد أرض غير مكة ؛ بعدما أدركت من خلال دراسة الواقع ، أن مكة لا تصلح لقيام الدولة، ولا يمكن أن تكون وطنًا لهذه الرسالة ، فبدأ يعرض نفسه على القبائل، ويقول لهم في صراحة ووضوح "من يحملني، من يؤويني حتى أبلغ دعوة ربي، فإن قريش قد منعوني" ، وهذا درس في أن الدعوة قد تستلزم أحيانا تغيير البيئة لاستكمال مسيرتها نحو أهدافها العليا .
4. فقه التعامل مع الفرص والتهديدات : القيادة الفعالة هي التي تحسن الاستفادة من الفرص المتاحة ووتحسن تفادي التهديدات القائمة ، والاستفادة من طاقات ودعم ومساندة الغير في نصرة الدعوة ، ومن ذلك فرصة الهجرة في وقت تهديد القتل من قبل قريش ، والاستفادة من طاقات ودعم سراقة .
5. الحرص على طاقة الاتباع وحياتهم : فتأخير هجرة رسول الله صلى الله علية وسلم والأمر بخروج الأفراد سرًا وفرادى ، حتى لا يعلم أحد هدفهم فينقضوا عليهم جميعا ، فيه تأمين لخروجهم ، وعدم الإلقاء بهم في التهلكة ، بما يحفظهم وطاقتهم كي لا تتبدد في غير موضعها، محافظة على حياة وطاقات وامكانات الجنود .
6. التأخير الإبداعي : فليس كل تأخير يكون سلبيا ، فقد كان تأخر هجرة الحبيب بعد أصحابه ، من هذا النوع الإبداعي والذي فيه حافز جيد لانجاز المهام ، لما فيه من ترو القيادة والبحث عن الظرف والوقت المناسبين ، ولما فيه من حسن ترتيب للأولويات ، وقد تكون العجلة سببا لانتكاسات كثيرة في العمل الإسلامي .
7. الأخذ بالسنن والأسباب : ضرب الرسول القائد أروع الأمثال في الأخذ بالأسباب، واتخاذ أفضل الأسباب مع الاعتماد على الله مسبب الأسباب أولاً .
8. دقة التنظيم :وقد تمثل الأمر في حياة القائد كلها ، وفي الهجرة بخاصة ، فلم يترك الأمور تسير بعفوية أو عشوائية ، بل تتم من خلال تنظيم الأعمال ، وتناسقها وحسن ترتيبها وتدرجها ، وبناء مواقف على مواقف بشكل منظم على أكمل وجه ، بيعة العقبة يترتب عليها بعثة مصعب ثم قوافل الهجرة ثم هجرة الحبيب في تناغم وتناسق بديع .
9. العبقرية وحسن التخطيط : متمثلة في تحديد الأهداف ، والوسائل والامكانيات ، ووضع سيناريوهات عدة ، ومراعاة الظروف المواكبة ، فالمكان المؤقت غار ثور، وموعد الانطلاق بعد ثلاثة أيام، ووقت الخروج حين الظهيرة واشتداد الحر، وخط السير الطريق الساحلي، إضافة إلى استخدامه الإخفاء والتمويه ، وهذا كله شاهد على عبقريته وحكمته صلى الله عليه وسلم ، وفيه دعوة للأمة إلى أن تحذو حذوه في حسن التخطيط والتدبير وإتقان العمل .
10. فن إدارة الآخرين : وحسن توظيف الطاقات ، وانتقاء الأفراد بصورة مثالية ، سواء كانت في القيادة أو الجندية ، فتيان وشباب وشيوخ ، رجال ونساء ، مسلم وغير مسلم ، فالشيوخ يوفرون الدعم المادي للمساندة والصحبة ، والشباب والفتيان يقومون بالأعمال الفدائية والاستخباراتية ، المرأة تقوم بدورها المناسب لطبيعتها، فالقائد محمد ، والمساعد أبو بكر ، والفدائي علي ، والتموين أسماء ، والاستخبارات عبدالله ، والتغطية وتعمية العدوعامر ، ودليل الرحلة عبدالله بن أريقط ،
11. أخلاقيات قيادية أخرى : حل المشكلات بطرق ابتكارية ، الهدوء في التعامل مع المشكلات ، استشارة المحيطين ، الوضوح في التعاملات والقرارت ، التبشير لا التخويف مهما كانت العقبات ، عدم تعجل النصر ، توافر الحس الأمني والسرية ، التورية عند الضرورة ، تواضع القيادة ، القرار بيدها ، الشجاعة والحماسة المنضبطة