لا خلاف ولا جدال أن عام ٢٠٠٩ أسوأ عام مر على تاريخ مصر، فى تلك السنة السودة القاتمة بدأت بتداعيات الأزمة المالية العالمية التى انعكست بشكل محبط جداً للشعب المصرى، رغم حالة الإحباط التى كان يعيشها الشعب المصرى فى الأساس بسبب الاعتداء القذر من إسرائيل على أشقائنا فى غزة،
وتتوالى الأحداث المؤلمة على مدار العام بالكامل وكأن الجميع اتفق على أنها سنة سودة، فكان هناك تحالف بين جميع الفاسدين والمفسدين، اتفقوا جميعاً على ذل ومهانة المواطن الفقير.. شكل هذا التحالف الفاسد عصابات مختلفة كل فى تخصصه، منهم متخصصون فى البحث فى أنحاء العالم عن المواد الغذائية الفاسدة المسرطنة لتقديمها إلى الفقراء لتحقيق أرباح ليس لها حساب.. ومنهم من هو محتكر السلع الأساسية ويرفع الأسعار كيفما شاء.. ومنهم من هو مضلل للرأى العام..
بصراحة لولا أن فى هذا البلد بعض الشرفاء الذين يصرخون ويطاردون هؤلاء الفاسدين والمجرمين لوقعت كوارث عديدة، وامتلأ البلد بموجة من الأوبئة من كل شكل ولون، بداية من أنفلونزا الطيور، الخنازير، الماعز، وانتشار التيفود والطاعون فى كثير من الأماكن داخل مصر.. وانتشار وكثرة الفشل الكلوى، الكبد، السكر، الضغط بسبب المياه الملوثة والزراعات ومزارع الأسماك الملوثة، وأصبح أساس غذائنا ملوثاً بمياه الصرف الصحى!!
هل توجد دولة فى العالم بها كل تلك الأمراض والأوبئة الكئيبة؟.. الغريب أيضاً فى تلك السنة السودة أن هناك بعضاً من المسؤولين شاركوا بعزم فى السواد القاتم، منهم من يصرح بالتصريحات الكاذبة، ومنهم من يضلل الرأى العام، ومنهم من اخترع قانوناً يسمى قانون الضرائب العقارية للقضاء النهائى على الفقراء..
هل يعلم هؤلاء أن جميع الدراسات أثبتت أن الفقر هو السبب الرئيسى فى العنف والإجرام، وأكبر دليل عدد الحوادث الخطيرة التى شهدتها تلك السنة الكئيبة.. بصراحة لا يوجد فى تلك السنة أى شىء يفرح، حتى الفرحة الوحيدة التى كنا نتمناها وهى وصول المنتخب لكأس العالم فى جنوب أفريقيا ضاعت..
هذه السنة بدأت بانتكاسة لرجل الأعمال طلعت مصطفى والأزمة العالمية، وانتهت أيضاً بفضيحة لرجل أعمال آخر يسمى الكومى.. من أين يأتى هؤلاء بالملايين؟.. عموماً عام قاتم غار.. ونستقبل عاماً جديداً بشرط أن نتخلص من سلبيات وفساد ٢٠٠٩، وإلا فسوف يكون ٢٠١٠ أسوأ بمراحل!