mahmoudashal عضو جديد منورنا
عدد المساهمات : 17 نقاط : 54973 تاريخ التسجيل : 30/10/2009 بلدك :
| موضوع: الحلم لم يفصح عنه الأربعاء مايو 05, 2010 7:24 pm | |
| أنا اسمي نافع بن مخلص بن محب، من بلد جميلة اسمها جمهورية مصر العربية، أحلى ما فيها أنها تتميز بنظام تعليم عالي الجودة يضمن السلامة والاستقرار والتقدم لأبناء هذا الوطن.
منذ أن التحقت بالصفوف الابتدائية وأنا أحظى برعاية فائقة من قبل البيت ومن قبل المدرسة، فأبي يرعاني ولا يغفل عني، فبعد عودته من عمله يجلس معي ويتابع دروسي بل ويجلس معي في كل مادة يوضح لي الغامض فيها ويسألني ويختبرني، وأمي بجوارنا تصنع لنا الطعام والشاي، ومن حولنا بقية أخوتي يجلسون ومعهم كتبهم، الكل يجد ويجتهد في جو يسوده الحب والحنو والرعاية الفائقة.
وأما مدرستي فهي بيتي الثاني الذي إن غبت عنه يوما أشعر بالحنين الجارف إليه، اعتدت أن أشتاق إليها وإلى جميع المدرسين والمدرسات الذين لم يختلفوا كثيرا عن أبي وأمي وإخوتي، فكم كانوا يلعبون معنا ويمازحوننا ويشاركوننا حياتنا الخاصة، وكم كانوا وقت الجد فرسانا يلهومننا الكلمة الجادة والمعلومة النافذة ويدعموننا بالامتحانات المتتالية، ويتحفوننا بالجوائز ويبادلوننا المدعابات، كما كانت السعادة تراها في أعينهم عند تفوقنا وكم كان الإصرار والتكرار نهجهم إذا شعروا بتدني مستوياتنا.
في هذا الجو نشأت أنا نافع بن مخلص بن محب، جو ينبغ فيه الأديب ويترعرع فيه العالم، ولا يخيب فيه أحد.
وقتي كله ملكي لا يشغله إلا المدرسة والبيت، إلا المعلم وأبي وأمي، هم جميعا من ورائي لإتمام الرسالة ولتحقيق غاية الله من العباد في الأرض.
أتتمت مرحلتي الدراسية حتى الثانوية وبعدها التحقت بالجامعة فكانت الجامعة بيت كبير جامع للحياة بكل أطيافها وألوانها، فمن الجامعة يخرج الطبيب والمهندس والصيدلي والمدرس والكيميائي واللغوي والمحاسب والمصلح الاجتماعي وغيرهم من الذين يمثلون دعامات الحياة.
لقد كنت محظوظا أنا نافع بن مخلص بن محب عندما أتاح لي نظام التعليم أن التحق بالكلية التي تتناسب مع اهتماماتي وقدراتي فأبدعت فيها وحققت ما أردت من إنجازات خلالها، فبعد انتهاء المرحلة الثانوية وتقدمي للجامعة ظهرت نتيجة القبول بالكلية التي أريدها وقبل الانتظام في الدراسة أتاحت لي الكلية الانتظام في مجموعة من الدورات المتخصصة التي تساعدني على فهم النظام الجامعي وكذلك تطوير بعض المهارات التي يحتاجها طالب الجامعة والتي لا بد منها له أثناء دراسته والتي لا تتيحها المناهج المقررة في الكلية، وكانت مده هذه الدورات 6 أشهر تم التعرف من خلالها على نظام الجامعة والتعرف على أعضاء هيئة التدريس والتدريب على المهارات المختلفة التي تدعم بالأساس التخصص الذي سيلحق به الطالب في الكلية المقررة له.
بعد الانتهاء من هذه الدورات بدأت الدراسة الجامعية، ولم تكن هناك لدي رهبة أو خوف من نظام الجامعة فقد تعرفت عليه وأصبح مألوفا لدي من خلال الدورات التي تم اجتيازها قبل بدء الدراسة كما تعرفت على جميع أعضاء هيئة التدريس الذين كانوا بمثابة إخوة لنا يشاركوننا الأنشطة الاجتماعية ويستقبلوننا في مكاتبهم ويضيفونا في بيوتهم وفي الأماكن العامة.
ومع ذلك فقد أتاحت لنا الكلية أن نقوم بتحديد عدد المواد التي نرغب في دراستها في الفصل الدراسي الأول وتركت لنا تحديد عدد المواد بما يتناسب مع طبيعتنا كطلبة جدد كما أنه كان من بين الطلبة من هو مغترب، وانتقل من بيئة ريفية إلى بيئة صناعية حيث المدنية وحدث له نوع من التعرف على ثقافات جديدة وأساليب وعوائد لم يكن معتادا عليها من قبل، حيث أتاح لنا حرية اختيار عدد المواد نوعا من المرونة وتوخي الحذر من السقوط في دائرة التيه التي قد يصاب بها الطلاب عندما يقدمون على مرحلة الدراسة بالجامعة.
وفي الحقيقة فإن نظام التعليم لم يدع ثغرة للتيه أو الكسل عن المضي قدما في دراستنا، فمنذ اليوم الأول بالجامعة بدأت المحاضرات وانتظم الأساتذة والطلاب، وكانت المحاضرة تتسم بالحيوية والتفاعل، فعدد الطلبة بالقاعة لا يزيد على 30 طالب، وهي واسعة ومكيفة، المحاضرة تستغرق ساعتين يتكلم معنا فيها الدكتور ويشركنا في الحوار، ولأن كليتي والقسم الذي درست فيه كان هو اللغة الإنجليزية وأدابها، فقد كان الدكتور يتحدث معنا باللغة الإنجليزية ويحادثنا بها على الدوام، حتى أن اليوم ما يكاد أن ينتهي إلا وقد كان كلامنا بطول المحاضرات التي تصل إلى 6 ساعات يوميا باللغة الإنجليزية، فقد طور هذا من مستوانا اللغوي من ناحية المحادثة، فقد كان الدكتور يطلب من كل طالب منا أن يقوم بجمع الكلمات الجديدة في ملف ونحتفظ بها، وكان يعطي درجة على ذلك، بل وكان يكلف كل اثنين من الطلبة أن يتحدثوا مع بعضهم باللغة الانجليزية كل يوم لمدة ساعتين ليلا ويقومون بتسجيل هذه المحادثة كملفات صوتية، ويتم تقييمها وإعطاء درجة عليها أيضا، وكان دكتور كل مادة يكلفنا بإنشاء مادة مكتوبة في البيت نحضرها معنا في كل مرة، فدكتور المحادثة يكلفنا بكتابة موقف يومي حدث لأحدنا، ودكتور الأدب يكلفنا بكتابة تعليق على مشهد من مسرحية أو رواية، ودكتور الشعر يكلفنا بكتابة تعليق على بيت أو بيتين من قصيدة ما، وأما دكتور الترجمة فقد كان يكلفنا بترجمة قطعة أو قطعتين أسبوعيا من وإلى الإنجليزية ويناقش معنا هذه الترجمة في ورشة عمل ويصحح ويلزمنا باتباع هذه التصحيحات في المرات القادمة حتى تتم الفائدة، ناهيك عن معمل الصوتيات ومادة الاستماع التي كانت من المواد الشيقة حيث اعتدنا على قضاء ما لا يقل عن 6 ساعات أسبوعيا في المعمل نستمع ونفهم، بل وكان دكتور الاستماع يكلفنا بأن نسمع كل يوم الأخبار ثم نكتب 3 دقائق من النشرة التي سمعناها، فكان ذلك تدريبا قويانشط لدينا القدرة على الاستماع والفهم.
لقد كان أعضاء هيئة التدريس في قمة التواضع ولين الجانب، لم يحدث مثلا أن تخلف أستاذا عن محاضرته أو تأخر، لم يحدث مثلا أن أستاذا تعالى علينا أو نظر إلينا نظرة دونية واشمئزاز سواء كان ذلك بدافع العوامل الاقتصادية أو غيرها، لم يحدث أن أستاذا أضر بطالب أو بخسه حقه، لم يحدث أن أستاذا تكلم من برجه العاجي معنا بل كان يتدنى إلينا ويخاطبنا باللغة التي نفهمها، لم يحدث أن أستاذا ابتزنا ماديا أو أدبيا، بل كان كل أستاذ ينتظر كل يوم في مكتبه لمدة ساعة ليستقبل فيها الطلاب ليحل لهم مشاكلهم، بل وكان يشاركهم اللعب والأنشطة الاجتماعية، حتى أن الطالب كان ينادي الدكتور باسمه دون لقب دكتور أو أستاذ.
أهم من هذا وذاك أن كثيرا من الأساتذة كانوا يديرون أعمالا تجاريا في نفس المجال أي مجال اللغات، وكانوا وبطريقة غير رسمية يرسلون بعض الطلاب لتلقي التدريب العملي في شركاتهم حتى ينموا لديهم الجانب العملي.
حتى وإن لم يقم أعضاء التدريس بهذه الخطوة الأخيرة وهي التدريب أو أنهم قاموا بها بطريقة غير رسمية، فإن نظام التعليم المتميز كفل لنا هذا التدريب بداية من السنة الدراسية الثانية، حيث كانت تقوم الكلية بإنشاء مراكز لتدريب الطلاب بكافة الشركات المتخصصة في مجال اللغة الإنجليزية مثل شركات الترجمة وإنشاء المعاجم وترجمة المواقع والمدارس الخاصة ومدارس اللغات والمدارس الدولية، وكانت ترسل الطلبة إلى مراكز التدريب هذه والتي كانت تشرف عليها بنفسها بالتعاون مع كبار المتخصصين بالشركات التي تقام فيها هذه المراكز، بل وكانت الكلية تحفز الطلبة على الذهاب إلى هذه المراكز وتوفر لهم السكن والغذاء ومصروف الجيب، بل وتخصص درجة على الاشتراك والتفاعل في هذه المراكز، وكل هذا يتم باشتراك أساتذة الجامعة في الاشراف على هذه المراكز.
ولكي تطمئن الكلية على فاعلية هذا النظام التعليمي الرائع وتضمن أنها ستخرج رجلا ناجحا يتخطفه سوق العمل، كانت الكلية تكلف الطلبة بمشاريع يعملونها لترى مدى فاعلية التدريب ومدى تحسن الطلاب.
إن هذا النظام الرائع للتعليم قد كفل لكل طالب منا مستشارا له في كليته من أعضاء هيئة التدريس، يعينه على اختيار مواده والتعرف على مشكلاته وحلها والتوافق والتلائم على أوضاع الجامعة.
انهيت الأربع سنوات بالجامعة وخرجت إلى الدنيا فتقدمت لإحدى الشركات الخاصة بالترجمة ولمدرسة دولية، فكان علي أن أمر باختبارات للقبول أولا وإذا بي بالطبع اجتاز كل الاختبارات وأنجح بجدارة وأحصل على وظيفة مرموقة أستطيع أن أؤديها باقتدار.
الفضل لله أولا ثم للبيت الذي أحاطني بالرعاية والتوجيه ثم للمدرسة والجامعة ونظام التعليم الذي كفل لي العلم والعمل والتوجيه والارشاد والذي زرع بداخلي أن قيمة الإنسان تقاس بمدى عطائه ونفعه للآخرين.
لقد عملني هذا الجو كيف أكون أنا بالتالي نافعا لغيري، مخلصا لديني، محبا للخير، ولذا فأنا اسمي نافع بن مخلص بن محب. | |
|
amr مشرف
عدد المساهمات : 969 نقاط : 59266 تاريخ التسجيل : 10/12/2008 العمر : 35 العمل/الترفيه : ضابط حربية المزاج : هو فيه أحسن من كده!! بلدك : الابراج :
| موضوع: رد: الحلم لم يفصح عنه الخميس مايو 06, 2010 6:03 am | |
| بجد حلم جميل , وكان نفسى يفصح عنه لكن الظروف كانت اقوى مننا , بس ده حلمك وحلمى وحلمنا كلنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا | |
|