رأيته أمس

رأيته أمس , رجلا فى العقد الرابع من عمره , يزحف على اربع . نعم لم تخطأ القراءه , يزحف على اربع , ذو بشره سمراء لا تستطيع ان تتبين اذا ماكان هذا لون بشرته حقا ام هى افاعيل الزمن .يستر جسده بجلباب صارع الايام والليالى فستحال بطلا مهزوما مثخن بالجراح . كان يزحف بمحاذاه تلك العربه الحمراء كأنها ستار معتم يحميه من نظرات الماره التى تخترق جسده كالرصاص . التقت عينانا لثوان ثم مضى فى طريقه . فعجزت عن تأويل نظراته اهى غصب ام انكسار ام الاثنين . لفت نظرى يديه التى تعانق الارض كانها دليل فى الصحراء يعرف مواطن الاقدام ويقتفى الاثر . هنا سار رجل عجوز وحيد وهنا سارت فتاة مفعمه بلامل
وهنا وهنا . رؤياه زادت من امواج الحزن فى قلبى . فتخيلت ماذا لو كان رب اسرة يشيع فيها الحب والوفاء . فيسير منتصب القامه وفى يده يحمل وليده مفاخرا به. وتخيلته وهو يرقص فرحا فى زفاف ابنته وتخيلته
بجوار رفيقه دربه .كلا ياخد بيد الاخر وينهيان فصول حياتهما بابتسامه واسعه غطت على كل المصاعب والاوجاع . وتخيلت وتخيلت حتى افقت على قطرات الحلوه المثلجه التى كنت ابتعتها فى مستهل جولتى . فانتبهت
انى فقد اثره . فاسرعت ابحث عنه لكنى لم اجده لانه قد غاب فى الزحام .


تمت