غضب مكتوم يوشك على الانفجار . لا هو ليس غضب من احد،
هو غضب اشد هو الغضب من النفس . كيف هانت نفسى على نفسى ؟وفعلت مافعلت كيف ؟ لقد خدعتنى ما ان استأمتها حتى غافلتنى. كل ما ان اهم بان اعاقبها اعقد العزم واشمر ذراعي و اقترب
منها حتى أرها تنظر الى كطفل رضيع يتعلق بامه فتتجمد يداى فى الهواء ولا اعاقبها .
غاضبة انا جدا جدا جدا . لقد كان خداعها هذه المرة محكما بحق ،اقنعتنى انى سوف اكون سعيدة وسينجلى الضباب وأرى كل شىء على حقيقتة . كذبت على وصدقتها او ربما أردت ان اصدقها للاسف .
.غاضبة انا جدا جدا جدا .فمن شدة غضبى كنت مثل الاسد الجريح يصول ويجول لعل الالم يزول . طفت بكل ركن فى المنزل وزرت كل كرسى .
صادفت مرآة فى طريقى مرحى لاكسرها هكذا يفعلون فى الافلام فيختفى غضبهم فى ثوان. من حسن حظى ان لدينا مرايا كثيرة فى المنزل. ذهبت اليها فى حماس فأخذت بشمعدان قريب ولكن مهلا ما هذه الملامح الهادئة ؟!
عيناى..عيناى لا يتطاير منهما الشرر ولا احمرت وجنتاي غضبا لا شىء على الاطلاق !!!!!
كيف هذا انا غاضبة جدا لا بد ان هذه المرآة تتأمر ضدى هى الاخرى وتريد ان تقودنى الى الجنون لا لا لا لن ادع لها الفرصة لاكسرها الا ان عندما هممت ان افعلها تذ كرت كم عانيت فى تنظيفها اخرمرة وكم الفوضى التى ستخلفها ورائها فتراجعت عن كسرها ورمقتها فى احتقار ومضيت .
فجلست على كرسى قريب له وسائد كثيرة ، لارميها كما فعلت بطلة المسلسل امس ،حملتها ورميتها فارتطمت بالحائط فارتدت كالكرة وبدت الى مثل قطة وديعة تتمسح فى قدمى
مهلا .. اكاد اجزم ان هذه القطة تخرج لى لسانها ساخره. يا الهى لا بد انى جننت . لاذهب الى الشرفة لكى استنشق بعض الهواء النقى ، ربما هو ما احتاج .
طالعنى شارعنا الهادى جدا، دائما ما كنت اعتقد انه اذا قتل احد فى هذا الشارع فلن يشعر به احد او اذا احسوا ربما اخبروه ان يفعل مايريد ولكن ليخفض صوته ! . لم يزيدنى دخولى الى الشرفه سوى ضيق فوق ضيق . فوجدت نفسى أهز كتفى فى استسلام واغلق الشرفة ثم اغلق باب ونافذة غرفتى واتكور على السرير كالجنين واغمض عينى وأنام .