Admin مدير المنتدي
عدد المساهمات : 1005 نقاط : 60592 تاريخ التسجيل : 09/12/2008 العمر : 35 العمل/الترفيه : بابني مصر المزاج : مفيش احسن من كده بلدك : الابراج :
| موضوع: احداث 16 سبتمبر الأربعاء سبتمبر 28, 2011 11:44 pm | |
| مذبحة صبرا وشاتيلا.. هل يتذكرها أحد؟ أتذكرون ما حدث بها؟ في أي يوم وقعت؟ أو كم كان عدد ضحاياها؟ وكيف قُتلوا؟ هل سألت نفسك من قبل لماذا أتذكر ما وقع بالتفصيل في أحداث 11 سبتمبر؛ في حين أنني لا أتذكر ما حدث في مخيميْ صبرا وشاتيلا من جرائم؟! ولماذا يتجاهلها الإعلام العربي، وهي أبشع مذابح التاريخ؟ أسئلة عديدة ستجد إجاباتها في السطور التالية..
بدأت قصة مذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان يوم الخميس 16 سبتمبر عام 1982، بعد حصار الجيش الإسرائيلي بمساعدة ميليشيات وحزب الكتائب اللبنانية -العميلة لإسرائيل- للمخيميْن؛ حيث أنزل الجيش الإسرائيلي 350 مسلحًا من حزب القوات اللبنانية بذريعة البحث عن 1500 مقاتل فلسطيني، وتطهير المخيمين من الإرهابيين -على حد وصفهم- وفي تلك الفترة كان يوجد بالمخيميْن الأطفال والشيوخ والنساء فقط.
في اليوم الثاني من المذبحة اقتحم أفراد المليشيات المستشفيات؛ حيث قتلوا المرضى والأطباء والممرضين والممرضات، ودخلت عدة جرّافات إلى المخيمين، عُرف فيما بعد أنها لدفن الجثث في قبور جماعية، اكتشف منها القليل فقط، واستمرت عمليات القتل الجماعي.
وفي اليوم الثالث أُجبر من بقي على قيد الحياة من سكان صبرا وشاتيلا على الخروج إلى شارع شاتيلا الرئيسي، وكان هؤلاء السكان شهودًا على عمليات قتل واغتصاب، كانت تتمّ بصورة عشوائية في هذا الشارع.. لتنتهي هذه المذبحة البشعة في 18 سبتمبر 1982.
وكانت النتيجة.. قتل أطفال في الثالثة والرابعة من عمرهم، حواملُ بُقِرَت بُطونهنّ، وشيوخ ذبحوا، قتلت عائلات بأكملها صغارًا وكبارًا ونساء، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره، بعد أن أحكمت الآليات الإسرائيلية إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيمين، ولم يتمكن الصحفيون من الدخول إلى المخيمين إلا بعد انتهاء المجزرة، أو بالأحرى بعدما قامت الجرافات الإسرائلية بدفن القتلى حتى تُخفي بعض وقائع هذه الجريمة الشنعاء.
وبشهادة الصحفي البريطاني روبرت فيسك -الذي كان مراسلًا لمجلة Time وقتها وكان شاهدًا على المذبحة- فقد أكّد أنه شاهد وصوّر عمليات التمثيل بالجثث التي قام بها الإسرائيليون وأعوانهم، وكان يغمض عينيه وهو يصوّر لبشاعة المنظر.. أما مصوّرو BBC فقالوا: إنهم رأوا أشباه بشر يزحفون على بطونهم والذباب يلاحقهم والدماء تخثرت في بحيرات كثيرة.
وأضاف فيسك أنه بعد أن أحصى مائة جثة، توقف عن العدّ؛ حيث كانت جثث الشُبّان والنساء والأطفال والمسنين ممددة في الزواريب، ووجدت في كل مكان معالم قبور جماعية قد حُفرت، وقد بلغ عدد ضحايا المجزرة 1500 قتيلًا؛ على حد قوله.
وكتب الصحفي الأميركي جوناثان راندال -الذي كان مراسلًا لصحيفة واشنطن بوست في لبنان وقتها- عن المجزرة قائلًا: "ستعرفون عدد الضحايا الحقيقي حين يُحفر نفق للمترو في بيروت"؛ وذلك في إشارة منه إلى الأعداد الكبيرة من الضحايا الذين لقوا حتفهم ودفنوا قبل أن يتم اكتشاف أمرهم.
وفي الحقيقة، لا يوجد رقم دقيق حتى يومنا هذا لعدد القتلى في هذه المجزرة؛ حيث أكّدت لجنة كوهن -التي شكّلتها إسرائيل للتحقيق في المجزرة- أن عدد الضحايا بلغ 800 شخص؛ بينما أكّدت تقارير أخرى للصليب الأحمر والأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني أن عدد القتلى يفوق الثلاثة آلاف.
• عرضت أمامكم ما حدث في هذه المذبحة بشهادة الشهود.. لكن إعمالًا للقاعدة الصحفية التي تقول: إن الصورة تساوي 1000 كلمة.. سأعرض عليكم جزءًا من صور المذبحة حتى تروا بأعينكم مدى البشاعة..
وبرغم كل ما حدث في هذه المجزرة البشعة، وبعد 29 عامًا على حدوثها، لا يزال مرتكبوها طلقاء أحرار؛ حيث كان أهم إجراء اتخذته لجنة كوهن الإسرائيلية هو عزل أريل شارون من منصبه، بعد أن كان قائدًا للوحدة الخاصة 101 في الجيش الإسرائيلي التي حاصرت المخيمين.
فقط تمّ عزل شارون من منصبه ليتولى بعد مرور السنوات منصبًا أعلى؛ وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ بينما بعد وقوع أحداث 11 سبتمبر تمّ وضع أسامة بن لادن في أول قائمة المطلوبين في أمريكا؛ بل وتمّ تعقّبه إلى أن تمكنوا من معرفة مكانه وقتله.. فأيّ عدل هذا؟!
في تفجيرات 11 سبتمبر -التي أدانها العرب- قُتل 2973 شخصًا تحت أنقاض برجيْ مركز التجارة العالمي، ولم تهدأ أمريكا أبدًا بعدها؛ بينما قُتل أكثر من 3 آلاف فلسطيني ولبناني ولم يتذكرهم أحد؛ بل تمّ عزل مَن ارتكب هذه المجزرة فقط، ليكافئ بمنصب أعلى بعدها..
نحفظ ما حدث في تفجيرات 11 سبتمبر عن ظهر قلب، ونفرد لها مساحات كبيرة في إعلامنا العربي؛ على الرغم من أن المذبحة وقعت في نفس الشهر الذي وقعت فيه هذا التفجيرات، وأمريكا لا تفعل ربع ما نفعله.. لكن لماذا؟؟
في الحقيقة أمريكا تحاول طمس معالم جرائمها وجرائم حليفتها إسرائيل.. وتحاول أيضًا التركيز على الجرائم -التي تُعدّ على الأصابع- والتي يشنّها العرب أو المسلمون أو تُشنّ عليها من قِبل أي تنظيم، عن طريق ترسيخ موعد وقوع الحدث، وتذكره سنويًّا.. وكلنّا نشهد بأن أمريكا أجادت تحفيظ العالم أحداث 11 سبتمبر؛ حتى بات الإعلام العربي ينعيهم كل عام، وينسى أحداث المذبحة التي راح ضحيتها أكثر ممن قُتلوا في 11 سبتمبر.
كل ما أسمعه الآن، وبعد مرور 29 عامًا.. صراخ شهداء صبرا وشاتيلا الذين ينادوننا بعد حلول نسيم الربيع العربي:
أين أنتم يا عرب؟ لماذا نسيتمونا؟ ولما تُهدرون حقنا في ذكرى رحيلنا؟ هل نسيتم دماءنا التي سالت على أرضنا المغتصبة؟ أنسيتم ما حدث لنا؟ ألم تشاهدوا مِن قبل صورًا لنا بعد استشهادنا.. وتتذكرون فقط أحداث 11 سبتمبر؟ نحن نعيش حياة كريمة.. نعم نحن في أحسن حال.. فالله جل جلاله يرزقنا.. حقًّا فرحنا بقدوم نسيم الربيع العربي على دول الوطن العربي.. لكننا سرعان ما حزنّا لنسيانكم ما حدث لنّا؛ على الرغم من تذكركم الدائم لما حلّ بالغرب..
لهذه الأسباب كان يتوجب عليّ كما تذكرت أحداث 11 سبتمبر؛ أن أتذكر شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا، ولو بمقال صغير؛ حتى لا أساهم فيما تريده أمريكا بالاشتراك مع إسرائيل؛ من طمس لما ترتكبانه من جرائم بحق العرب.. في الوقت نفسه الذي تسعيان فيه لترسيخ ما يفعله العرب بشكل عام والمسلمون بشكل خاص من جرائم لا تضاهي ما يفعلانه.
| |
|