أشياء كثيرة يستطيع الإنسان بواسطتها أن يطور شخصيته، ويجعلها أكثر
تأثيراً وفعالية، ولكنه لا يرى إلا القليل منها، في هذه المقالة نكشف بعض
الجوانب لقوة الشخصية، وربما يكون القضاء على الخوف أهمها.
الخوف والحزن
يؤكد
علماء البرمجة اللغوية العصبية أن أهم شيء في قوة الشخصية هو عدم الخوف،
أو ما يعبّر عنه بالثقة بالنفس. ولكن كيف يمكن الحصول على شخصية لا تخاف؟
يعتبر العلماء أن أفضل طريقة للقضاء على الخوف أن تواجه ما تخاف منه. فلا
يمكن لإنسان أن يكون قوياً ما لم يعالج ظاهرة الخوف عنده. والمشكلة أن
المواجهة تتطلب شيئاً من القوة، إذن العملية عكسية.
كذلك يؤكد العلماء
على ضرورة أن يظهر الإنسان بمظهر الإنسان الواثق من نفسه فلا يُظهر أية
أحزان أو هموم أو ضعف. لأن الظهور بمظهر الإنسان الحزين يعطي انطباعاً
بالضعف لدى الآخرين.
يقول علماء البرمجة اللغوية العصبية أن
هنالك طريقة مهمة لكسب شخصية قوية من خلال التأمل والتفكير والاسترخاء.
فيمكنك أن تجلس وتسترخي وتتذكر عواقب الخوف الذي تعاني منه، وبالمقابل
تتذكر فوائد قوة الشخصية وعدم الخوف، وهذا سيجعل عقلك الباطن أكثر ميولاً
لعدم الخوف، وبالتالي سوف تشعر بالقوة من دون أن تبذل أي جهد فيما بعد.
الحب والسيطرة
يتوهم
كثير من الناس ويعتقدون أن السيطرة على الآخرين إنما تكون بالعنف والقوة،
وهذا النوع لا يحقق سوى السيطرة الظاهرية. ففي وجودك تجد الآخرين يحترمونك
أو يخافون منك، ولكن بمجرد أن تغيب يحتقرونك. وهذه سيطرة سلبية لأنها لا
تحقق أي نتيجة، بل نتائجها ضارة.
وهنالك سيطرة أكبر بكثير هي السيطرة
على القلوب! ولا يمكن أن تحصل على هذا النوع إلا بالمحبة، وأن تجعل
الآخرين يطيعونك بمحض إرادتهم وبكل طواعية وانقياد.
كذلك هنالك صفة
مهمة وضرورية لتكون شخصيتك قوية وهي أن تتعلم كيف تكسب ثقة الآخرين، وهذا
يمكن تحقيقه بسهولة بمجرد أن تكون صادقاً، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)
[التوبة: 119].
فالصدق يجعل الناس أكثر احتراماً لك، ولكن هنالك فرق
بين أن تكون صادقاً لأجل الناس، أو تكون صادقاً لأجل الله تعالى. ففي
الحالة الأولى لا تكسب أي أجر في الآخرة لأنك تكون قد أخذت ثواب عملك في
الدنيا من احترام الناس وتقديرهم لك وتعاملهم معك وثقتهم بك.
أما إذا
كان صدقك من أجل الله، فإنك تكسب أجر الدنيا وأجر الآخرة، في الدنيا تكسب
الاحترام والثقة والمحبة، وفي الآخرة تكسب الأجر العظيم فتكون مع الأنبياء
والصدّيقين والصالحين.
أدرك قوتك الحقيقة
يعتقد العلماء أن
القوى الموجودة في الإنسان كبيرة وهائلة، ولا نستخدم منها إلا أقل من 5
بالمئة! فكل إنسان لديه قوة التأثير، ولديه قوة الإرادة ولديه قوة التركيز
والتفكير ولديه كمية كبيرة من الذكاء، ولكنه نادراً ما يستخدمها. إذن يجب
علينا أن نتعلم كيف نحرر ونطلق هذه القوى ونستفيد منها.
فإذا أردت أن
تكون قوي الشخصية فيجب عليك أن تعتقد أن شخصيتك قوية بما فيه الكفاية
لمواجهة أي مشكلة أو أزمة بثقة ونجاح. لذلك يجب أن تتعرف على هذه القوى
وتتعلم كيف تستثمرها بنجاح.
قوة اللغة
إن اللغة هي الوسيلة
الأساسية للاتصال بالآخرين والتأثير عليهم. ولذلك فهي جزء مهم من قوة
الشخصية. وفي علم البرمجة اللغوية العصبية تلعب اللغة دوراً كبيراً في
إعادة برمجة المعتقدات والأفكار.
وقد يعاني كثير من الناس من مشكلة
التعبير بدقة عما يريدون. فقد تجد شخصاً لديه أفكار كثيرة ولكنه عندما
يريد أن يتكلم لا يعرف ما يجب أن يتكلم به، أو ربما ينسى ما يريد قوله أو
يتردد في هذا القول، فما هي الطريقة المناسبة للتغلب على هذه الصعوبة
والتي تضعف من الشخصية والتأثير على الآخرين.
وأخيراً أخي القارئ
يمكن أن ننظر إلى الشخصية مثل كائن حي يتطور ويتغير ولذلك يجب أن نغيره
باتجاه الأفضل، ويجب أن تعلم أن التغيير يبدأ من الداخل، وعليك أن تحفظ
قوله تعالى:
إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ
منقول