كان يا مكان , فى قديم الزمان , كان هناك ثلاثة حمارين يقفون مع بعضهم يتسامرون فى احدى الخرابات بعد انتهاء عملهم . وتطرقوا فى الحديث الى أمير المؤمنين . فقال أحدهم تخيلوا اننى امير المؤمنين ماذا كنتم لتطلبوا منى انذاك ؟ فقال احدهم " يا أخى انك بهيأتك الحقيره هذه ورائحتك النتنه وملابسك الباليه لا تصلح حتى أن تكون اميرا للصعاليك فضحكوا جميعا , ولكن الرجل أصر على ان يطلب منه صديقه طلبا , فقال الرجل له "حسنا, لو أنك امير المؤمنين لطلبت منك ألف فدان و100جاريه و100ألف دينار " ثم التفت الامير المزعوم الى الرجل الاخر وطلب منه أن يتمنى عليه ما يريد , فقال له الرجل " اليك عنى فأنك بهيأتك هذه وملابسك ورائحتك النتنه لا تصلح ان تكون اميرا الاعلى مجموعة من الحمير" فألح عليه أن يطلب ما يريد ولكنه واصل الرفض , ولما ازداد طلبه بطريقه مضجره قال له " انك لو أصبحت أميرا للمؤمنين سوف أجعلك تضعنى على حمار "بالمندار" ويطوف بى الحمار البلده بأكملها والناس يقولون " المجنون أهو المجنون أهو" فضحكوا جميعا وانصرف كل منهم فى طريقه .
وعندما كان الامير المزعوم فى طريقه اخذ يفكر " لماذا لا أكون اميرا للمؤمنين فعلا , ماذا ينقصنى ؟" وأخذت الفكره تسيطر عليه تدريجيا حتى انه لم ينم الليل . وفى الصباح خرج وقد عقد النيه على ان يكون اميرا للمؤمنين , فذهب الى السوق وأول شئ فعله ان باااااااااع الحمار , وذهب وتطوع فى الشرطه . وأخذ يعمل هذا الرجل فى الشرطه بكل جد واجتهاد , وكان يخرج كل طاقه لديه فى العمل , كان يستخدم كل الجهد الذى كان يبذله مع الحمار فى عمله الجديد كشرطى. وكان يحب الناس جدا حيث انه كان واحدا من الناس الفقراء ويعرف قدر معاناة هؤلاء الناس , وأحبه الناس فى المقابل .
وبعد مايقرب من عشرين عاما , تدرج الامير المزعوم فى المناصب حتى اصبح رئيس الشرطه وأحد اقرب الرجال لامير المؤمنين وأكثر الرجال حبا من الناس وشعبية بينهم. وفى يوم من الايام استيقظ الناس على خبر مؤلم , توفى أمير المؤمنين , فأخذ الناس يتسائلون " هل مات فعلا ؟ لقد كان اميرا عادلا ", ولكن كالعاده " مات الملك عاش الملك " تم تنصيب ابن أمير المؤمنين بدلا منه على العرش , ولكن كم كان عمره ؟ 7سنوات؟ نعم كان عمره 7 سنوات, ولذلك كان يجب من ان يكون احد ما وصيا عليه حتى يبلغ سن الرشد ويكون قادر على الحكم . وتم اقتراح ثلاث اشخاص ليكونوا الاوصياء على الخليفه الصغير , وكان منهم أميرنا المزعوم. قال أميرنا لنفسه " ها قد جاءت الفرصه , الهدف الذى باع من أجله الحمار , الهدف الذى التحق من اجله بالشرطه, الهدف الذى غير حياته كلها من اجله , انها الخلافه , امارة المؤمنين . ولكن كيف يكون ذلك , كيف يتخلص من الاثنين الاخرين , فكر اميرنا ووصل الى الحل .
بالنسبه للمنافس الاول فزوجه ابنته , اما الاخر فأسند اليه منصب كبير الوزراء . وبذلك تخلو له الساحه من اى منافسين , وبالفعل استيقظ الناس من نومهم مره اخرى ليجدوا رئيس الشرطه يستولى على الحكم ويكون هو امير المؤمنين الجديد. لم يغضب الناس أو يثوروا لانهم اساسا يحبون هذا الرجل ويحترمونه . وبهذا توصل هذا الرجل المكافح المثابر الى هدفه . وفى اول يوم له فى الحكم طلب من رجاله الذهاب الى خرابه قديمه وقال لهم " ستجدون هناك رجلين حمّارين هاتوهم لى "
وقد كان, جاؤا له بالرجلين من المكان الذى وصفه لهم . فنظروا الى أمير المؤمنين بخوف متسائلين" ما الجرم الذى ارتكبناه ؟ هل فعلت شيئا ؟ لا هل فعلت انت شيئا ؟ لا والله " اخذوا يتسائلون حتى نزل الملك من على العرش واقترب منهما فعرفه الحمّار الاول فابتسم له الملك قائلا له" نعم , انه انا وقد حققت حلمى , هل تذكر من عشرين عاما ماذا طلبت منى اذا اصبحت أميرا للمؤمنين؟" فقال الرجل " لقد طلبت منك الف فدان و100جاريه" فرد الملك مسرعا " و100ألف دينار, هى لك خذها" ونظر امير المؤمنين الى الحمّار الاخر وسأله " هل تتذكر ماذا طلبت منى؟؟؟؟" فقال الرجل " ارجوك انى كنت امزح ولم اكن اتوقع انك فى يوم من الايام ستتمكن من ان تصبح اميرا للمؤمنين" فقال له الملك ساخرا" اننى رجل افى بوعدى" وأمر الملك رجاله بربط هذا الرجل على حمار " بالمندار" وان يطوفوا به البلده بأكملها مهللين " المجنون أهو المجنون أهو".
انتهت قصتى . ولكن ما المغزى منها ؟؟؟؟ لنتذكر معا أول شئ فعله الحمّار البسيط عندما عقد النيه على ان يكون امير المؤمنين . لقد باع الحمار , ماتيجو نبيع الحمار , الحمار اللى بيقولنا مستحيل , الحمار اللى بيقولنا مش هانقدر , الحمار اللى بيقولى انت فاشل , الحمار اللى بيقوللى مش هتوصل , الحمار اللى بيقوللى الطريق صعب عليا ومش هاقدر احقق هدفى , تعالوا نتفق مع بعض اننا نبيع الحمار . انا واحد من الناس اكتشفت ان الحمار ده معقدنى من زمان , كل مابدأ ف حاجه يقوللى هتفشل هتفشل فخلاص قررت ابيعه ., انت بقى هاتبيعه امتى؟؟؟؟
حاجه أخيره: لما سؤل نابليون بونابرت عن سر نجاحه الكبير وعظمته قال : كنت اضع امامى ثلاث عبارات واحاول دائما ان افعل عكسهم , عندما يقول لى احدهم" لا استطيع "اقول له "حاول", واذا قال" لا اعرف" اقول له " تعلم " واذا قال "لا أريد" اقول له "جرّب". تعالوا ناخد بنصيحة نابليون هذا القائد العظيم , مافيش حاجه اسمها مستحيل , مافيش حاجه تقدر تمنع حد مننا انه يحقق حلمه مهما كان صعب , اكيد مش هايكون مستحيل .
تعالوا نقرب من ربنا ونتوكل على الله ونمشى فى الطريق لهدفنا
يارب تكون الرساله وصلت
شكرا ليكم على قراءة الموضوع واعتذرعلى الاطاله
عمرو عبدالعال
ملحوظه: ان قصة الامير المزعوم هى قصه حقيقيه حدثت فى العصر العباسى ولكنى لا اذكر اسم الخليفه.
العمل/الترفيه
المزاج
