ashek el horrya مشرف
عدد المساهمات : 1129 نقاط : 59978 تاريخ التسجيل : 15/12/2008 العمر : 35 بلدك : الابراج :
| موضوع: اكون ولا ماكونش الثلاثاء أكتوبر 20, 2009 6:11 pm | |
| أكون أو لا أكون، ذلك هو السؤال» تلك الجملة الحوارية المسرحية الشكسبيرية الخالدة التي تقفز إلي ذهن كل من يقفون بين الآه واللأ، بين الأروح و الماروحش، بين الأعمل والمعملش، بين الأجرّب والمجربش، ومابين كده أو كده مش مرتاح أنا .
هي نفسها إجابة.. تلك الجملة التي تتبادر إلي ذهن كل من يقفون في موقف الاختيار، فالاختيار دوماً له ثمن وله نتائج، تكسب أناساً فتخسر غيرهم، ترضي بشراً فيسخط آخرين، تسير في دروب وتترك وراءك دروب، تكسب صحبة وتخسر غيرها، كل هذا نتيجة لقرار تتخذه أنت، تتخذه كي تتحقق أنت، تلد أحلاماً تخصك من رحم معاناتك وتئد أحلاما غيرها في رمال السكون، تنفذ قناعات لديك، تغامر بأسطورتك الذاتية، تحرق أشلاء أعصابك في التفكير، تستهلك جزءاً من روحك في البحث عن إجابات، ترسم وتخطط
وتدقق وتمحص وتفحص وتحسب وتناور وتتكتك- من التكتيك وليس من التكتكة - وتستفتي قلبك، تفعل الكثير وتقع تحت طائلة الكثير مما لا يوصف بالكلمات، كل هذا كي تأخذ خطوة في مسيرتك وتعبر محطة في رحلتك وتنفذ مشهداً في سكريبتك الرباني المكتوب مسبقاً، لتجد بعدها أحدهم جالساً علي مصطبة الراحة والدعة والأنتخة علي جانب الطريق الذي تمر به، قابع في مكانه لم يفعل شيئاً بعد، لم يتخذ قرارًا، لم يخاطر، لم يجرب متعة السير في طريق ممهدة أو غير ممهدة، لم تتسخ ملابسه ولم يتصبب عرقاً من مشقة المشوار، ورغم كل هذه ( اللمات ) يبدأ في التفتيش عن أخطاء نتجت عن قرارك وعيوب في مشوارك، يسألك متعجباً لماذا مررت من هنا رغم أن المرور من هناك أسهل، يتعجب من حملك لبؤجة أحلامك علي كتفك رغم أن الأسهل كان أن تضعها في الأمانات، ينقل نفسه من خانة المشاهد بخفة ومهارة إلي خانة الناقد يمدحك بكلمتين قبل أن يبرز أخطاءك وخطاياك في جمل طويلة، يحلل الموقف كله من مكمنه ويدعو سمّاره إلي مصطبته ليفند لهم جملة ما وقعت فيه من وجهة نظره و كيف كان عليك أن تتقيه لو كنت أكثر حصافة مثله، يستنبر ويستوزر ويستولي علي ( عدة الإذاعة ) وتستولي عليه الحماسة فيقف في الناس خطيباً ليؤكد لهم أنه أفهم وأقدر علي الرؤية، ينبري للفتوي بقوة وقدرة وتحليل دقيق للأحداث ليظهر في مظهر الأعقل والأكثر حكمة والأنفذ بصيرة وبصرًا.
في هذه الحالة حتي وإن كان الصواب معه في بعض ما قال فستبقي الحقيقة أنه إنما قال ما قال وهو في مكانه المريح مستريح من عناء السير ومشقة الترحال وخطورة المغامرة، لم يحترق ولم يكابد ولم يختر ولم ( يكون أو لا يكون) ولم يسأل السؤال ولم يبحث عن الجواب .
أنت حاربت وهو لم يحارب، أنت جربت وهو لم يجرب، أنت خاطرت وهو لم يخاطر، أنت اخترت وهو لم يختر، أنت تساءلت وهو لم يتساءل، أنت مشيت وهو بقي قابعاً في مكمنه، وصل إلي رأيه وهو تحت الضليلة وأنت تحت مظلة الشمس ولفحتها الحارقة، هو حلل ما فعلت فكان تحليله رد فعل لفعلك ولم يسبق هو برأيه فعلك، لذا فرأيه يبقي استشارياً أو أقل، وقرارك مصيري أو أكثر، هو رأي وأنت قرار، هو تحليل وأنت مخاطرة، هو كلام وأنت فعل، هو لم ( يكون أو لا يكون ) وأنت كنت ولو لم تكن، هو - إن توافر حسن نيته في حديثه - تحدث وأنت فعلت، هو له كل الشكر علي اهتمامه وبحثه وتحليله وكلامه وأنت لك كل الفخر علي مسيرك وتعبك وبحثك عن الطريق .
فبعد كل هذا حين تجده قد ارتدي كل ألبسة الحكمة وغطاها بعباءة النقد وعقد مؤتمراً صحفياً علي مصطبته الجانبية ووقف ليسألك وسط الجموع وعلي رءوس الأشهاد ( إزاي تعمل كده ؟!)، ماعليك ساعتها بعدما تسمع تحليله المنطقي - إن وجد- لتستفيد مما رأيته مفيدًا فيه، ما عليك إلا أن تضع سماعاتك الداخلية علي أذن روحك وتضع يدك في جيبك بعدما تضغط زر التشغيل لتستمع وتستمتع وأنت تسير «لو هاقدر أغير راح أغير .. لو مش قادر أنا لازم أغير واتغير» وتستمر في مشيك وفي مسيرتك وكأنك عصفور.. آآآآه متلوع وف قلبك حكايات بتولع. | |
|