طبعا اولا حابب اعبر عن فرحى بعودة المنتدى الحبيب مره اخرى بعد انقطاع....
وثانيا حابب اجيبلكم موضوع يارب يعجبكم وجدته فى احدى المواقع ولكنه بلا ان اشعر لمس داخلى شعور نبيل
انها روابه على حلقات عن قصة حب رومانسيه جدا ولكن على الطريقه الاسلاميه القويمه التى لا خروج فيها ولا ابتذال, ومما اثار دهشتى انها ليست روايه مختلقه او مصطنعه , انما هى روايه مأخوذه عن احداث حقيقيه وقصة حب شريفه من ارض الواقع, لكى نعلم جميعا ان الحب الشريف المترفع عن كل اثم يمكن تحقيقه حتى لو كان العصر ملطخ بأثام المعاصى والفساد الاخلاقى....
سوف نعرضها على حلقات حتى لا يشق عليكم اصدقائى قراءتها مره واحده
واليكم الجزء الاول................
*******************************
حتى لا تموت الروح 1
إهداء
إلى روح منال
التي سألتني يوما أن أهدي لها أحد أعمالي أو أخصصه لها ، فأجبتها أنني قد أهديتها روحي وعمري فكلي ملك لها ..
إلى التي أهدتني هي حياتها وشبابها وعمرها كله ، وجعلت من نفسها فداء لي
التي أعطتني كل شيء ولم أعطها سوى كلمات رقيقة إما على الورق أو على مسامعها .. لقد كانت كلها كلمات صادقة ، لكني كذبت في إهداء عمري لها .. حين صدقت هي وأهدتني عمرها كله ..
إلى زوجتي وحبيبة قلبي منال نور الدين رحمها الله تعالى رحمة واسعة ، وجمعني بها في مستقر رحمته ..
( حتى لا تموت الروح )
رواية من الواقع
علاء سعد حسن
والأرواح عند أهل السنة لا تموت ، وإنما يموت الإنسان بمفارقة الروح للأبدان ، وإنما الروح تبقى عند ربها إما في اهل النعيم ، وإما في أهل العذاب أعاذنا الله من ذلك ، كتاب الروح لابن قيم الجوزية ص 59، ولقد اختار الكاتب هذا العنوان ككناية عن إحياء ذكرى بطلة الرواية رحمها الله
الروح تعشق قبل القلب دائما ..والأذن تعشق قبل العين أحيانا
أعترف بأنني قد أحببت الحب ، فلو سألتني عن أحب شيء لنفسي في هذه الحياة ، لأجبتك دون تردد : الحب ..
الحب هو أحب شيء لدي في هذه الحياة ..
فالحب عندي قيمة عليا تنبثق منها كافة القيم الإنسانية النبيلة ، والحب الذي أعرفه وأحبه هو حب من صنع الله خالق الأكوان ، وهو العاطفة أو القيمة الوحيدة التي أضافها الله تعالى إلى نفسه سبحانه ، فجعله أي الحب من صنع الله ، هو سبحانه الذي يصنعه ، وهو تعالى الذي ينميه ، وهو – تقدست أسماؤه - الذي يؤلف بين القلوب عليه ، فيقول تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ، وجعل بينكم مودة ورحمة ) الروم21.. ويقول لنبيه موسى عليه السلام ( وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني )طه39 ، ويقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ، ولكن الله ألف بينهم ) الأنفال63.. ، ويقول للمؤمنين ( عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة ، والله قدير ، والله غفور رحيم ) الممتحنة 7 ..
فالحب عاطفة ربانية تنبع من الله تعالى وتنتهي إليه : ( والذين آمنوا أشد حبا لله )البقرة ، ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )آل عمران31 ، ( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )
ولكن انتظر .. فما الذي جعلني أسترسل في هذا الحديث الطويل عن الحب ؟؟؟
آه .. لعلني أردت أن أعرفك على قيمة الحب في حياتي ، ولكن عذرا يا صديقي ، فأنا لا أنوي الكلام عن نفسي في السطور المقبلة ، وإنما سأحدثك عنها هي ..
فهي التي تستحق الحديث .. كل الحديث ، والوصف .. كل الوصف ، فلم تكن بنتا كأي بنت ، ولا فتاة كأي فتاة ، ولا امرأة كأي امرأة ..
ماذا يمكنني أن أقول عنها ؟
ربما بحثت عن وصف ، أو أوصاف ، مرات عدة ، ولكني لم أجد ما أستطيع أن ألخص وصفها به ، فلأترك إليك يا صديقي تلك المهمة ..
أحدثك عنها ، ثم اترك لك مهمة وصفها بنفسك بما تجده في نفسك من معانٍ وأفكار ..
لكنني مضطر للحديث عنها من خلالي أنا بالطبع ، فأنا الذي عايشتها ، فهي وإن تكُ قصتها هي في الحقيقة ، فإنها ستبقى أبدا قصتنا معا ..
ربما انفردت هي بأجزاء من فصولها ، وربما انفردت أنا بأجزاء أخرى من فصول الرواية ، لكننا في الأعم الأغلب سنكون معا ..
كنت في حاجة ماسة إلى الحب ، الذي جبلت على تقديره واحترامه ، واعتباره مركزا يدور حوله الكون ، وبدأت أبحث عن الحب ، كان ذلك حتى قبل سن البلوغ ..
لم أكن أعتقد أن في مظهري العام ما يمكن أن يغري بالحب ، لم تكن لي أدنى ثقة في نفسي في هذا الجانب على وجه الخصوص ، ولم أدرِ حتى يومنا هذا ، ماذا في مظهري أو شكلي الخارجي يمكن أن يجذب الجنس الآخر إليّ ؟
.. قالت لي فيما بعد أن عينيي واسعتان ، وأن نظراتي الحيية المتسللة هي سر جاذبيتي ..
قد يكون !! لم يتسن لي أن أسمع هذا الرأي من غيرها ، ولم أسمع في حياتي امرأة سواها ..
لو صدقت شهادتها ، لكان ذلك هو سر ما قابلني من متاعب صغيرة ، قبل أن أعرف الحب ..
حسبي أنني رغم حاجتي الماسة إلى الحب ، ورغم إلحاح فكرته على خاطري ، لم أبدأ أبدا بمحاولة ..
لعلي استجبت تحت ضغط إلحاح العيون مرة ، أو مرتين ..
ولعلي عرفت وتجاهلت ثم تشاغلت ، ثم لم أعد أقوى على المقاومة ، رغم أن التي أحبتني ..
عفوا ، الأدق أن أقول : إن التي ظننتها أحبتني ، لم تكن هي الروح التي أبحث عنها ، ومع ذلك فقدت مقاومتي أو كدت أفقدها تحت إلحاح وملاحقة ، حتى تمكنت أخيرا من الاستعلاء ، ولم يكن ذلك الاستعلاء يا صديقي من زهد أو رهبنة ، أو من ازدراء للمرأة أو تسامٍ عنها ، لكن الفتاة لم تكن الروح التي بدأت تسكن وجداني وتتشكل في خيالي ..
من هي صاحبة هذه الروح ؟
لا أعرف ..
ما اسمها ؟
.........
أين تكون ؟
..........
لم أكن أعرف عنها شيئا .. غير أنني كنت متأكدا من أن طيفها يملأ قلبي ، ويفسد عليّ أي محاولة بعيدا عنها ..
1-2
كنت قد سمعت ، عن أخت لصديق .. وآه من أخوات الأصدقاء ، وأرجو يا صاحبي ألا تظن لحظة واحدة أنني من هذا النوع الذي يتسلل إلى القلوب عبر الأصدقاء ، فلكل أصدقائي شقيقات على كل شكل ولون ، لكن صديقي الذي أحدثك عنه ، كان له شقيقة .. سمعت مرة همهمة حرجة على استحياء وتكتم ، تصدر عن بعض أصدقائنا المشتركين :
أن تلك الشقيقة حالة فريدة من الجدية والالتزام الزائد عن الحد ، والذي ربما يناسب رجلا ، لكن لا يصح أن يقترن أبدا بفتاة .. حيث الرقة والعاطفة و ... ..
ربما كانت هذه الهمهمات هي أول دقة عبرت إلى قلبي الظمآن إلى الري ..
كانت همهمة مهمة ورحلت إلى حال سبيلها ، وكنت في مرحلة لا تسمح لي مجرد التفكير بالارتباط ، فأنا طالب وما أدراك ما الطالب ..
ثم إن بيوت الأصدقاء بالنسبة لي مقدسة .. حرمتها من حرمة بيتي إن لم تكن أشد ..
ذات مرة روى صديقنا ( محمد عبد السلام ) : أنه في ظلمة ليلة من ليالي الشتاء السوداء القاتمة ، كان صاعدا الدرج إلى عصام ، وبجواره انسل مخلوق ، أيقن لا محالة أنه من عالم الجن أو أي عالم آخر ، لأن المخلوق الذي انسل من جواره صاعدا الدرج بسرعة فائقة ، لم يكن يبدو منه شيئا في الظلام ، بل لعله كان متدثرا بالسواد ، أو هو على ما يبدو مخلوق من هذه المخلوقات السوداء التي لا لون لها ..
كاد صديقنا أن يقطع النفس وأشياء أخر ، ولم يدر كيف صعد الدرج بعد ذلك إلى شقة صديقه ، وعندما دلف إلى الصالون ، ولاحظ عصام شحوبه الذي كاد يؤدي بحياته ، سأل عن حاله ، فروى له كيف أنه رأى عفريتا من الجن ، رآه رأي العين يصعد الدرج كالريح المرسلة ، فضحك عصام حتى كاد يستلقي على ظهره من الضحك ..
ثم زاد في رعبه قائلا له :
- فعلا إن بيتنا مسكون بالعفاريت .. حيث احترقت فيه امرأة حتى الموت من قبل ، وإن عفريتها ما يلبس يظهر حينا بعد آخر .. لكنه على كل حال عفريت لا يؤذي .. هو فقط يزور المكان الذي احترقت فيه المرأة ويمضي إلى حال سبيله ، كما رأيته أنت الليلة ولم يحاول أن يؤذيك ..
وصدق ( محمد عبد السلام ) القصة فأخذ يسردها علينا ، بعدما أقسم بأغلظ الأيمان ألا يخطو إلى بيت عصام خطوة واحدة بعد الآن ، فهو لم يتعود بعد على لقاء العفاريت